خاطبت اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين ممثلة برئيسها عضو اللجنة التنفيذية لـ"منظمة التحرير الفلسطينية" د. رمزي خوري، رؤساء وممثلي الكنائس والمؤسسات المسيحية حول العالم، بشأن ما تقوم به "إسرائيل" في شمال قطاع غزة من حرب إبادة وتهجير قسري جماعي استكمالاً لخطتها بتطهير المنطقة بشكل كامل ممن تبقى من سكانها.
وأوضحت اللجنة في رسائلها المتطابقة ان الفلسطينيين خاصة في شمال غزة يعيشون في جحيم صنّعه الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عدواناً عسكرياً جديداً هو الثالث على نفس المنطقة المنكوبة خلال عام الإبادة والتهجير القسري في كامل قطاع غزة.
وأكدت اللجنة في رسائلها ان توحيد الجهود وتكثيفها للدفاع عن الإنسان الفلسطيني وقدسية حياته وكرامته التي تستبيحها آلة القتل الإسرائيلية والتجويع والتدمير والتهجير، هو دفاع عن قيم الإنسانية جمعاء التي سنورثها للأجيال القادمة.
وشرحت اللجنة ما يعانيه الفلسطينيون في شمال قطاع غزة، من حصار محكم ومنع وصول المساعدات الطبية والغذائية والتموينية واستهداف المستشفيات، وقصف وحرق مراكز الايواء في المدارس، وتدمير مربعات سكنية واخرها في مشروع بيت لاهيا، أوقعت 87 شهيداً.
وقالت اللجنة ان قطاع غزة أصبح مقبرة ليس فقط للإنسان الفلسطيني وللضمير الإنساني، بل للقانون الدولي الإنساني ومواثيق حقوق الإنسان، نتيجة تقاعس المجتمع الدولي ومؤسساته عن وقف هذه الإبادة والعدوان الهمجي الذي راح ضحيته ما يزيد عن 42 ألف شهيد و10 آلاف مفقود، وعشرات الآلاف من الجرحى.
وحول أوضاع المسيحيين في القطاع، اشارت الرسالة الى القصف الذي طال كنيسة القديس برفيريوس للروم الارثوذكس، واستهداف كنيسة العائلة المقدسة للاتين مما اقوع عشرات الجرحى ومئات الجرحى من المسيحيين، إضافة لاستهداف المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) التابع للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية، ومدرسة العائلة المقدسة، كما دُمّر المركز الثقافي الأرثوذكسي بالكامل، واستُهدفت مدرسة راهبات الوردية، وجمعية الشبان المسيحية التي دُمّر بعض مرافقها جزئياً.
وطالبت اللجنة في رسائلها رؤساء وممثلي الكنائس بضرورة الضغط العاجل على حكومات بلادهم لإيقاف هذه الكارثة المتواصلة، وإلزام إسرائيل بوقف الإبادة الجماعية، وإنهاء الاحتلال، ومحاسبة ومعاقبة الجناة والمعتدين، انسجاماً مع القرار الأخير للجمعية العامة للأمم المتحدة، وقرارات محكمة العدل الدولية، وطلبات التوقيف التي أصدرها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية.
وناشدت اللجنة بسرعة انقاذ أرواح آلاف الفلسطينيين الفارين من شبح الموت الذي يلاحقهم، وغيرهم ممن يعانون الخوف بلا مأوى أو طعام أو شراب، أو أدنى مستويات العلاج جراء القصف والحصار الإسرائيلي.
وختمت اللجنة رسائلها بالقول: إن الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحيه، يريد أن تنتهي هذه المعاناة التي طالت، ويطمح للعيش بسلام وكرامة وحرية في دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، بإنهاء الاحتلال دون ذرائع أو شروط، مؤكدة ان السلام والامن لا يجتمعان مع استمرار الاحتلال.