حيث توجهت في لبنان تسمع الناس تقول: "السيد ما مات، السيد ما بيتركنا". وكأن العلاقة بين هذا الجمهور والسيد وصلت لمكان لا يمكن لعقل بشري أن يتخيله وهو الايمان بأن هذا الرجل الذي تلاحقه اسرائيل منذ عقود من الزمن, لا يمكن أن يخطفه القدر في هذه اللحظة المفصلية من عمر لبنان والأمة، وهذه تعد من السوابق التاريخية لشعب رفض تصديق بيان النعوة والاستشهاد وأصر على تصديق قلبه وروحه التي تقول: "السيد حاضر في مكان ما من هذا العالم".

قد يقول البعض أن هذا الأمر هو تمنيات ومشاعر وجدانية لجمهور تعلق بالسيد حسن نصر الله كما يتعلق الأبناء بأمهم وابيهم وربما أكثر, ولكن الملفت أن أصواتا اعلامية ومثقفة ما زالت على قناعة أن سيد المقاومة موجود في بقعة ما في هذا العالم, ويستندون في ذلك إلى عدة معطيات لعل أبرزها تلمحيه في الخطاب الاخير لأمر غريب بقوله: "الخبر ما سترون لا ما ستسمعون". او بالسرعة التي قيل إنه تم العثور فيها على الشهداء الذين كانوا في المنطقة في ذلك الوقت, او عدم انتخاب امين عام وسوى ذلك من التفاصيل التي قد تكون صائبة وقد تكون في معرض تمنيات الناس ومحبتهم الكبيرة للسيد الرمز حسن نصر الله.

في المحصلة يبقى لجمهور كبير من مختلف الطوائف والمذاهب أن يتأمل بأن يكون الخبر غير دقيق وان يكون جزءا من المعركة الإعلامية والسياسية الكبرى التي تخوضها المقاومة، وان يكون خطاب النصر المقبل في ضاحية بيروت الجنوبية بصوت السيد الذي لطالما انتظره الملايين وتسمروا أمام الشاشات بانتظار حروفه وكلامه الذي يقطع الشك باليقين.