"لأصدقائنا في لبنان: اتركونا نهتم بمستقبلكم ومستقبل عائلاتكم"… هذا ليس إعلانًا لشركة تأمين أو جمعية غير حكومية تحاول تأمين تأشيرات سفر للعائلات النازحة، بل هو إعلان إسرائيلي واضح باللهجة اللبنانية، يتم الترويج له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدًا على منصة X.
ما قصة هذا الإعلان؟
من يستهدف؟ وهل بدأت إسرائيل بالفعل بتجنيد اللبنانيين بهذه الطريقة المكشوفة؟
منصة "أساس" حملت صورة الإعلان وتواصلت مع الخبير في الأمن السيبراني رولاند أبي نجم، الذي لم يستبعد جدية هذا الإعلان، مشيرًا إلى أن الحرب اليوم باتت تفرض واقعًا خاليًا من الضوابط. وأوضح أبي نجم أن هذا النوع من الإعلانات يمكن وضعه في إطار الحرب النفسية أو جمع المعلومات، فإسرائيل خططت لسنوات طويلة لعمليات مشابهة.
كيف يصل الإعلان إلى اللبنانيين؟
أوضح أبي نجم أن أي شخص يمكنه إطلاق حملة إعلانية على مواقع التواصل الاجتماعي ويستهدف أي بلد. يمكن تحديد الفئة المستهدفة بناءً على العمر، المنطقة، والاهتمامات، محذرًا من الضغط على روابط مجهولة المصدر، لأنها قد تحمل فيروسات تهدف إلى جمع البيانات.
الصفحة المروجة للإعلان
الصفحة التي تروج للإعلان تحمل اسمًا بالفارسية وعلم إسرائيل كصورة بروفايل، وتقدم إعلانًا عبر "Google Form" يطلب إدخال المعلومات الشخصية. الموقع نفسه يحذر المستخدمين من أن هذا الرابط "مثير للشك"، ويشير إلى أن الصفحة "مشبوهة".
موقف الأجهزة الأمنية
أكد مصدر أمني رسمي لـ"أساس" أن الأجهزة الأمنية تراقب هذه الصفحات وتحاول متابعة أي تحرك مشبوه على الأرض أو في العالم الافتراضي. وذكر المصدر مثالًا على "عميل الباشورة"، الذي تم القبض عليه قبل أسابيع بعد تواصله مع الاستخبارات الإسرائيلية عبر تطبيقات مشابهة.
مخاطر التجنيد الإلكتروني
حذر المصدر من أن محاولات التجنيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت أكثر شيوعًا وتبدأ بجمع المعلومات قبل أن تتطور إلى عمالة فعلية، خاصة في ظل الانفلات الذي يعيشه العالم الرقمي. كما ذكر أن هناك 20 مشتبهًا بهم حاليًا، سوريين ولبنانيين، قيد التحقيق بتهم العمالة.
القانون اللبناني والتعامل مع العدو
أوضح المحامي سعيد مالك أن قانون العقوبات اللبناني يعاقب من يثبت تعامله مع العدو، لكنه بحاجة إلى تعديلات لتواكب الجرائم التي تحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأكد أن أي تعديل يجب أن يشمل تجريم الروابط والتطبيقات التي تستهدف اللبنانيين بهدف جمع البيانات أو التجنيد.