الأحد 27 تشرين الأول 2024 09:47 ص

متى نتغلب على العدو الحقيقي؟


* جنوبيات

تمر السنوات والأشهر والأيام ونحن ما زلنا على حالنا ، نحاول ربما نفشل ونعاود المحاولة بإصرار وعزم أكبر، لا نيأس بل الفشل يزيد من الإصرار والمثابرة، في مخيلتنا الهدف الذي نريد الوصول إليه، لا شيء يوقفنا او يحطّ من عزيمتنا، نستقوي ونجمع كل قوانا والتفاؤل يملأ وجداننا ، نعود الى أنفسنا ونحاسبها هل هذه النفس تسعى للأفضل؟  هل هي تسير وفق الخطة أو وفق الهدف المرسوم ؟ هل هذه النفس تقاتل كما يجب وتواجه العدو وتحارب الأهواء وبالتالي تعمل على تسفيه السفاسف وتعظيم معالي الأمور؟  كيف لهذه النفس ان نتغلب عليها وان نتحداها ونقوى على ما تأمرنا به من اعمال تحط من تقدمنا؟  هل التدريب والترويض يساعد في الوصول الى الأهداف؟ أم أن الأمر متروك للظروف والأيام ؟ هل نحن نواجه انفسنا كما يجب أم التهاون هو سيد الموقف؟  
تتعدد الأسئلة حول ماهية النفس البشرية وحقيقتها فإن الإنسان لكي يكون انساناً حقيقياً لا بد من مواجهة هذه النفس الأمارة بالسوء والتي غالباً تتقاعس عن القتال ، نحن في حرب دائم وصراع مع انفسنا والقتال هنا اكثر ضراوة مع اعداء خارجيين ، نحن في قتال مع العدو الحقيقي ألا وهو أنفسنا التي نحملها وهي لا تفارقنا، وعقلنا الآمر والمخطط والساعي للتوجيه وتنفيذ الأوامر.
في الحقيقة ان الإنسان آلة معقدة وما لم نفهمها لم نفهم الشيفرة للتغلب على أنفسنا العدو الأول والأكثر شراسة من الأعداء الآخرين، فالقتال محتم والمحاربة والمواجهة تأخذنا الى ما يجب ان نكون عليه، التسلح بالعلم وتدريب العقل من حيث استقبال معلومات للحفظ وتشغيل الذاكرة والمحافظة على التعلم، وتلقين العقل  بالمعارف الجديدة  وسلوك الأنشطة المفيدة والضرورية  التي تساعد، كل ذلك يؤدي بنا الى قتل الجهل ومواجهة الأعمال التي لا تساعد هذه النفس لكي تكون نفساً سوية وآهلة لقيادة صاحبها نحو معالي الأمور ، اي قتال الأهواء وانسحاب سفاسف الأمور .
نفسنا هي العدو رقم واحد وما لم نتغلب عليها لا نتغلب على اعدائنا ، اي ان الإصرار والمثابرة والعزيمة والقوة هي التي تقودنا للتغلب على انفسنا والوصول الى الخطة والهدف المنشود.  
 

المصدر :جنوبيات