الثلاثاء 29 تشرين الأول 2024 13:14 م |
جمعيات النزوح بعد جمعيات المرفأ: أحذروا أبواب الهدر والفساد |
* جنوبيات عندما وقع انفجار مرفأ بيروت وُلدت المئات من الجمعيات التي تسابقت على العمل بملف الإغاثة والمساعدات، وقد ساعد في ذلك القرار الدولي بمنع المساعدات عن الدولة وتحويلها مباشرة الى الجمعيات، وهو ما أدى إلى حصول عمليات سرقة طالب ما يزيد على نصف التقديمات، والخوف أن يتكرر هذا الأمر اليوم بملف النزوح. ما يزيد على مليون نازح، حوالى 25 في المئة منهم يسكنون في مراكز الإيواء، تقول مصادر متابعة لهذا الملف، ما يعني أن ربع النازحين في المراكز والأرباع الباقية في المنازل، إما في منازل مستأجرة، وإما لدى الأقارب، وكل هؤلاء بحاجة الى المساعدة. مع بداية أزمة النزوح كانت كل الأنظار متجهة الى أولئك الذين لم يملكوا المأوى، فلجؤوا الى مراكز النزوح التي تم فتحها في أغلب المناطق اللبنانية، وكان الاهتمام بهذه الفئة لحاجتها الكبيرة الى الفرش والوسائد والأغطية، والطعام اليومي والشراب ومياه الاستعمال والأدوية وكل الاحتياجات الأخرى، وتُشير المصادر إلى أن كل المساعدات التي كانت تأتي من جهات خاصة وجمعيات وحتى الدولة اللبنانية عبر الهيئة العليا للإغاثة كانت مخصصة للمراكز.
على سبيل المثال، تتقاضى إحدى الجمعيات مبلغ 2.5 دولار أميركي ثمناً لوجبة الغداء على الشخص في أحد مراكز النزوح في بيروت، فكانت تُحضر يومياً حوالى 500 وجبة، وبعد أيام لاحظ القيمون على المركز أن الوجبات في كل الأيام مكونة من الحبوب ولا تتضمن اللحوم أو الدجاج، فتم تبليغ المحافظة التي تحركت، فالجمعية كانت "تسترخص" الطعام وتشتريه للنازحين، وهذه الحادثة ليست يتيمة بطبيعة الحال.
نحن على أبواب الشتاء، والحاجات ستزداد، داخل مراكز الإيواء وخارجها، وهذه مسؤولية الدولة اللبنانية وأجهزتها، مع محاولة إقفال أبواب الهدر والسرقة والفساد. المصدر :الديار |