يُحكى أنّ في مملكة قهرستان الكثير من الفقراء والمساكين الذين يتضوّعون جوعًا، ويعيشون القهر والقمع والظلم والاستبداد في أبشع الصّور وأكثرها إيلامًا. الأمر الذي دفعهم إلى كثرة الشّكوى والدّعاء على الملك وأركان حكمه في المساجد والكنائس والمعابد.
تملّك الملك الغضب الشّديد فدعا كبير وزرائه ومستشاره الخاصّ وطلب منه أن يجد فكرة تضع حدًّا لأصوات الفقراء والمحتاجين بغية التخلّص من ضجيج معاناتهم.
تفكّر كبير الوزراء في الأمر مليًّا واقترح على الملك تقديم المعونات يوم العيد، وهي عبارة عن مؤونة غذائيّة فيها السمّ الزّعاف بحيث يأخذ الفقير العطيّة المسمومة فيأكلها مع أفراد العائلة ويموتون من فورهم، على أن يبقى الأمر سرًّا بين الملك ومستشاره اللعين، وبذلك يتخلّص من جميع الفقراء.
ويوم العيد فوجئ الملك الحاقد ووزيره البائد بأنّ جميع الوزراء وكبار رجال الشّرطة والعسس وبعض القضاة الفاسدين وأركان المملكة النّافذين وكبار التجّار المحتكرين قد ماتوا جميعًا، إذ أنّهم سطوا على المستودعات وسرقوا المساعدات التي خُزّنت فيها "المؤن المسمومة" وكان ما كان من تقدير الرحمن.
وقد نجا الفقراء والمساكين والمحتاجون من هذه المكيدة المحكمة.
عسى أن ينجينا الله عزّ وجلّ من كيد الكائدين، وبعض السّياسيّين والنّافذين، والتجّار المحتكرين، وجميع الفاسدين، بأن يجعل كيدهم في نحورهم.
وصدق الله العظيم حين قال في محكم تنزيله:
"وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".
صدق الله العظيم