الأربعاء 30 تشرين الأول 2024 09:49 ص |
استقالة الراعي تُطرح مجدداً: هل كانت زيارة وداعية للفاتيكان؟ |
* جنوبيات أجمع كل من التقى البطريرك بشارة الراعي في روما، أن الرجل بدا مختلفاً عن زياراته الأخيرة إلى الفاتيكان. كان "التعب واضحاً عليه وكأن حملاً ثقيلاً يرهقه"، بحسب من التقوه. لكن، لم يكن هذا "التفصيل" الوحيد الذي توقف عنده المتابعون للزيارة، وقد كانوا كثراً هذه المرّة. وتنقل شخصية، شاركت في مناسبة تقديس "الإخوة المسابكيين"، عن أحد المقربين من الراعي قوله: "هي الزيارة الوداعية للبطريرك".
تلميح أم تصريح فاتيكاني؟ يشار إلى أنه ليس من عمر محدد لاستقالة البطريرك، فهو ينتخب "لمدى الحياة" إلاّ إذا استقال، في حين يتقاعد المطارنة الموارنة عن عمر الـ75عاماً، إلأّ إذا مُدد لهم لاعتبارات تتعلق بظروف خاصة.
الراعي والاستقالة و"الزيارة الرسولية" إجراء يشل صلاحيات البطريرك المطلقة على كنيسته بصفته "رئيس الرؤساء". وهو إجراء لا تحبّذه الكنائس الكاثوليكية المحلية، ولا حتى الفاتيكان، لكنه "إجراء الضرورة" من وجهة نظر فاتيكانية.
لذا، تُرجح المصادر ألاّ يسمح الراعي بالوصول إلى هذه المرحلة. وهو سيفعل كسلفه صفير فيستقيل متى شعر أن الكرسي الرسولي يريد ذلك بحزم. لكنه إلى الآن يستفيد من بعض "تحفظ" لدى الفاتيكان على الدفع باتجاه الاستقالة، بسبب الظروف القاهرة في لبنان، وبدرجة أقل، بسبب الشغور في رئاسة الجمهورية.
عن الاقتراع والاختراع فلا ضير، في السياق، من استعادة عبارة للمونسنيور ميشال حايك رددها مرتين عشية انتخاب البطريرك خريش وعشية انتخاب خلفه البطريرك صفير. قال: "المهم اليوم هو الاقتراع وغداً الاختراع"... اختراع دور متجدد لكنيسة وجماعة أعطيت "مجد لبنان" النازف والسائر اليوم كالأعمى والمخلع، ينتظر أعجوبة تقول له "قم، لقد شفيت".
وتذكُّر المونسنيور الحايك والكلام عن البطريركية يستحضر بعض رؤيته للبطريركية المارونية والموارنة. يقول: "بمجرد إنشاء بطريركية مستقلة، اقترف الموارنة تمرداً بجرأة غير معقولة، ليس فقط لأنهم اتخذوا بطريركاً من دون اللجوء إلى إذن الامبراطور البيزنطي أو الخليفة الأموي، بل لأنهم رفضوا طلب فرمان تعيين من أي كان. وهذا الرفض تمسكوا به منذ خلافة الأمويين وحتى السلطنة العثمانية. هذا التصرف المخالف للقوانين الذي تجدد في خلال 12 قرناً يحدد كفاية طبعهم ومشروعهم وقدرهم. هذا القدر، كقدر الأرض، كان نزاعاً "أبدياً" للحصول، أو في بعض الأوقات للحفاظ، أو لفرض، أو إلزام الآخرين الاقتناع بالحق في الإختلاف". المصدر :المدن |