الدمث، الجليس، الأنيس، الفرح، الحاضر بالنكتة، والمزاح على مزاجه، طيب القلب، صديق الزملاء، وزميل الأصدقاء.
على مدى عقود، نشأت مع الأستاذ عاطف الذي أصبحنا نناديه لاحقاً بـ"أبو هيثم"، علاقة تجاوزت ما يسمى "بالزمالة" مهنياً واجتماعياً إلى "الصداقة" بمعنى الصدق والوفاء، وحفظ السر، والكلمة النصح، والرأي السديد..
دار الزمن دورته، وغادرنا الأستاذ إلى التقاعد، وبقينا على اتصالٍ وترابطٍ عبر وشائج المشترك ومعاناة المهنة، وتراجع الصحافة المكتوبة، وهو وأنا من جيل "صاحبة الجلالة" عندما كانت الملكة على مملكة الإعلام المؤثر والفاعل، الذي يصنع الدول ويهدم الدول، ويبني الرأي العام على أصول الانتظام والديمقراطية والتقدم الحضاري.
بقي عاطف السمرا على اتصال مع نقابته وجريدته "اللـواء"، التي أحبها وأحب عميدها المغفور له الأستاذ عبد الغني سلام، ورئيس تحريرها الأستاذ صلاح سلام أمد الله بعمره وهمته ونشاطه، والتي شغل فيها منصب مديراً للتحرير، محافظاً على مهنيّته وحبه الذي لم ينقطع للصحافة والصحافيين.
تميزت جملته بالطرافة والجدة، والعبارة السلسلة، العذبة، فكان يقرأ مقالته الجمهور ويثني على الفكرة والصورة، بترابط منطقي دعمته خبرة السنين، والثقافة المتنوعة والعلاقات مع كبار من رجال المهنة، والشخصيات الفكرية والفنية والشعراء والأدباء، ورجال السياسة والعاملين في الحقل العام.
ترك في المهنة نبتة طيبة، هي الزميلة المثابرة السيدة هنادي عاطف السمرا، التي تحفظ عن والدها ذكرى المودة واحترام الكبار والصغار، والاندفاع نحو مهنتها التي عشقتها كوالدها، فكانت المهنة التي تعتاش منها مع عائلتها.
أخي عاطف لمن نقدم العزاء.. ونحن مثل عائلتك الكبرى والصغرى أهل عزاء بفقدانك، وفقدان لهفتك ومودتك، الصافية الخالصة، المعبرة عن صدق أصيل، هو راسخ في شخصك وسيرتها.
كان وقع نبأ النعي، قاسياً، مع أننا كنا ننتظر أن تتعافى، ولكن إرادة الله هي الأسمر، فأختارك الله إلى جواره..
رحمك الله يا "أبا هيثم"، وأسكنك فسيح جنانه والعزاء للزملاء في "اللـواء"، وللزميلة هنادي ولولدك هيثم، وبناتك وأحفادك...
لك الرحمة الواسعة، وذكراك باقية عند أهاليك ومحبيك.