السبت 2 تشرين الثاني 2024 10:21 ص

"شحن نفوس وتحريض"... كتابٌ من باسيل إلى المسؤولين


وجّه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، كتاباً إلى رئيسي مجلس النواب وحكومة تصريف الأعمال، ووزير الداخلية والدفاع، ورؤساء الأجهزة الأمنية، ورؤساء أحزاب وكتل نيابية، طلب فيه اتخاذ كل الإجراءات اللازمة على الصعيدين السياسي والأمني، لمواجهة مخاطر الفتنة والتمسك بدور الدولة والأجهزة الأمنية والشرعية، كما طلب من رؤساء الأحزاب إعطاء التوجيهات إلى المحازبين بالامتناع عن القيام بأي خطوات من شأنها التسبّب بأي احتكاك أو استفزاز، بين الأهالي المستضيفين والوافدين وإبلاغ القوى الأمنية الشرعية بأي احتكاك لتقوم هي بما يلزم.
وطالب كذلك بإعطاء التوجيهات إلى المحازبين والمناصرين والمكلّفين بمتابعة مراكز الإيواء، للامتناع عن القيام بكل ما من شأنه إثارة الريبة عند الأهالي المقيمين، أو التسبّب بمخاوف أمنية وبتعريضهم للخطر، أو القيام بمظاهر مسلّحة تدفع إلى اتخاذ إجراءات مماثلة والركون دائماً إلى الأجهزة الأمنية.
وجاء في كتاب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الذي نشرته صحيفة "الجمهورية"، التالي:
"إن ما تقوم به "إسرائيل" من محاولة احتلال أراضٍ لبنانية بالتزامن مع تدمير ممنهج للمباني وتهجير منظّم للأهالي خاصةً في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية هو واضح المعالم، كما أنه واضح الأهداف بالنسبة لنا منذ زمن، إذ سبق أن حذّرنا منذ فترة طويلة في الإعلام أنه لا يمكن لنتنياهو أن يقوم بحرب من الخارج على لبنان، دون أن تترافق مع محاولة افتعال حرب من الداخل.
الهدف إذا هو عملية تهجير طويلة الأمد للمواطنين ولاسيما أبناء الطائفة الشيعية من أرضهم باتجاه كافة المناطق اللبنانية، من دون أن يتمكّنوا من العودة السريعة إلى منازلهم، يترافق ذلك مع عملية شحن للنفوس وتحريض اللبنانيين على بعضهم البعض تقوم بها "إسرائيل" ونتنياهو نفسه، ويغذّيها بعض الإعلام الخارجي والداخلي، ويؤجّجها بعض اللبنانيين في الداخل، مما يتسبّب باحتكاكات بين الأهالي الوافدين والأهالي المقيمين، وتزيد من حدّتها الظروف المعيشية والمالية الصعبة التي يمرّون بها، ممّا يخلق مشاكل متنقّلة في المناطق بين المكوّن الشيعي والمكوّنات الأخرى، إضافة إلى مشاكل داخل المكوّن الشيعي نفسه.
وهذا كلّه يؤدّي إلى فوضى عارمة متزامنة مع غارات إسرائيلية تستهدف المناطق المضيفة بهدف ترويع الأهالي المقيمين وتخويفهم من الأهالي الوافدين وإبعادهم عنهم، وذلك بنيّة إسرائيلية مكشوفة لعزل المكوّن الشيعي عن بقية مكوّنات المجتمع اللبناني، ممّا سيؤدّي إلى خلق فتن متنقّلة بين المذاهب والمناطق، لا يمكن أن تضبطها الاّ القوى الأمنية الشرعية.
أما غياب هذه القوى فسيؤدّي حكماً إلى حصول عمليّات تسلّح فردية وجماعية، واللجوء إلى فكرة الأمن الذاتي، وهذا كلّه ينتج، لا سمح الله، إشعال حروب بين اللبنانيين، وهو المبتغى الإسرائيلي النهائي الذي يكون تكراراً لسيناريو وواقع عاشه لبنان في السبعينات".

المصدر :الجمهورية