الاثنين 4 تشرين الثاني 2024 18:30 م

"يكفينا"!


* جنوبيات

إذا أتعبك ألم الدّنيا فلا تحزن، فلربّما اشتاق الله لسماع صوتك وأنت تدعوه.
لا تنتظر السّعادة حتّى تبتسم، ولكن ابتسم حتّى تكون سعيدًا.
لماذا تدمن التفكير والله وليّ التدبير؟
ولماذا القلق من المجهول وكلّ شيء عند الله معلوم؟
لذلك،
اطمئنّ فأنت في عين الله الحفيظ، وقل بقلبك قبل لسانك: "فوّضت أمري إلى الله"، "عليه توكّلت وإليه أنيب".
فما الذي يكفينا من القدر المكتوب والخفيّ على المطلوب؟
يكفينا من الحياة لحظة حبّ أحسسناها بصدق ولو لمرّة واحدة، وإن ذهبت غير آتية.
ويكفينا من العمر فرحة قلب عشناها وإن كانت نادرة وعزيزة.
ويكفينا من أيّامنا غمرة أب وحضن أم، ارتمينا في بئر حنانهما ولو كانت الضمّة ليوم واحد.
ويكفينا من رحلة المسير صديق وجدنا معه الراحة، وأحسسنا بالأمان في قربه، ولو أنّ في بعد المسافات تعذّر لقيانا أحيانًا.
ويكفينا من وجودنا أنّ لنا ربًّا رحيمًا، وحسيبًا رقيبًا أحنّ علينا من الأمّ الحانية على رضيعها في مهده.
فسلامًا للأنقياء الذين يُشعلون قناديل البهجة في نفوسنا، والذين يوزّعون الطمأنينة في دواخلنا.
أدامهم الله للمكان أنسًا، وللزمان ضياءً، وللفرح قنديلًا لا ينطفئ.
اللهمّ آتِنا من الحكمة ما يُوضح لنا شتات الأمور، ومن البركة ما يضاعف ثمرة الوقت، ومن اليقين ما تَطيبُ به النّفس فلا ترتجف.
آمين يا ربّ العالمين.

المصدر :جنوبيات