أكد الباحث في الشؤون العسكرية والاستراتيجية العميد المُتقاعد ناجي ملاعب على أن "الدعم الأميركي للاحتلال الإسرائيلي يُعطيه هذه القوة في مُواصلة الحرب، لكن الإحاطة العربية والجهود الدبلوماسية للرئيس الفلسطيني محمود عباس تُعطي دوراً فاعلاً في الحفاظ على الحقوق الفلسطينية، ومُواجهة الاحتلال الإسرائيلي، الذي يسعى لارتكاب المزيد من المجازر في غزة والضفة الغربية ولبنان، لكن مُوافقة الاحتلال على القرار 1701 يعني خروج الجيوش الأجنبية من الأراضي اللبنانية كافة".
وقال ملاعب في حلقة برنامج "من بيروت"، ضُمن التغطية المُتواصلة للعدوان الإسرائيلي على شاشة تلفزيون فلسطين، من إعداد وتقديم الإعلامي هيثم زعيتر، بعنوان: "عدوان الاحتلال الإسرائيلي ضُد لبنان.. هل حقق أهدافه؟": "تمكن "حزب الله" مُنذ العام 2006، وبعد فشل الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أي هدف له خلال العدوان، من بناء قدرات مُستفيداً من الدعم الإيراني، لمُحاولة الوصول إلى الردع مع الاحتلال، الذي كان يستبيح الأجواء اللبنانية، ويُسجل قاعدة معلومات عن قيادات الحزب، الذي تمكن بدوره من اشغال الجبهة في شمال فلسطين المُحتلة، وتصوير قواعد عسكرية، والحصول على بنك أهداف كبير، والتعامل مع رادارات القبة الحديدية، فكانت جبهة اسناد غزة من لبنان، عملاً هاماً لأبناء فلسطين، الذين تمكنوا من القيام بـ"طوفان الأقصى"، لكن الاحتلال تفرغ بعد ذلك لجبهة الشمال، واستطاع من خلال تسخير التكنولوجيا، وكل الدعم العالمي، القضاء على قيادات عسكرية وسياسية، وصولاً إلى اغتيال أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله، لكن حركات التحرر والمُقاومة تنجح دائماً، من خلال حرب العصابات والمُواجهة المُباشرة مع الاحتلال، الذي لم تتمكن 5 فرق من الدخول البري".
وشدّد على أن "الدعم الأميركي والعالمي، أعطى للاحتلال هذه القوة، والسعي لإنهاء الخطر في الجبهة الشمالية، بدعم من قادة الاحتلال والشارع الإسرائيلي، ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يُواصل الحرب ضُد غزة والضفة الغربية، ويسعى لاحتلال جنوب لبنان، فالمُقاومة الفلسطينية كانت خلال اجتياح العام 1982 تقود المُقاومة، مدعومة من قوى تحرر، وليس جميع الداخل اللبناني، ووصل الاحتلال إلى بيروت"، مُشيراً إلى أن "الحزب اليوم هو رأس حربة في الصراع مدعوماً من إيران، لذلك هناك صعوبة في إنهائه، بعدما خسر كل ما لديه، ويُريد الدفاع عن الأرض حتى النفس الأخير، حيث يسعى الاحتلال لصنع أي نصر، لكن لا يستطيع وقف صواريخ الحزب، إن احتل المناطق المُحاذية مع الأراضي الفلسطينية المُحتلة، حيث يُواصل الحزب اطلاق الصواريخ والمُسيرات، وإصابة أهدافه بدقة، فلم يستطيع الطيران الإسرائيلي استهداف هذه القوة الصاروخية، وإن تمكن من تفجير بعض الأنفاق والقرى المُحاذية قرب الحدود، لكن الاحتلال لم يتمكن من البقاء في المناطق التي دخلها".
وأكد على أنه "من ضمن مهام الجيش اللبناني مع قوات الطوارئ الدولية "اليونيفل"، إغاثة المُعنف، فضلاً عن المُراقبة، ضمن استراتيجية الاستهداف التأخيري"، مُعتبراً أن "الحزب إن لم يضع قدراته ضمن الدولة اللبنانية، وتأمين الإحاطة العربية والدعم للبنان - وعلى الرغم من شراسة قتاله - لكن حتى الدعم الإيراني يكون ضمن حسابات ومصالح دقيقة"، مُشيراً إلى أنه "أهم مُطالبات نتنياهو، هو إلغاء مهام "اليونيفل" وإدخال قوات مُتعددة الجنسيات، التي هي احتلال مُقنع ولا تُقدم تقارير للمرجعية الدولية".
وشدّد على أن "أحد أهم بنود القرار 1701، خروج الجيوش الأجنبية من الأراضي اللبنانية كافة، و"اتفاقية الهدنة" التي وقع عليها لبنان مع الاحتلال في العام 1949، تُحدد الحدود اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المُحتلة، لذلك إذا ما تم تطبيقه بالشكل الصحيح، فلا تعود هناك قوات للاحتلال، وبالتالي إعادة مزارع شبعا، لكن نتنياهو أفشل كل المساعي، حتى لإعادة مخطوفيه".
وأوضح أنه "لدى قوات الاحتلال غواصات لا يُمكن كشفها تحت الماء، ومن ثم القيام بعمليات إنزال عند الساحل اللبناني، كما جرى مع الشاب عماد أمهز، وكذلك في سوريا، لذلك كانت عملية اختطاف مُواطن لبناني لأخذ معلومات منه"، مُعتبراً أن "هدف الاحتلال من الحصار البحري من الناقورة حتى الأولي، هو لتشتيت قدرات "حزب الله"، وأيضاً ربما للدخول من الخاصرة الرخوة في الجولان، ومن ثم إلى لبنان، وإذا وضعت المُقاومة جهدها بتصرف الدولة اللبنانية بعدما ألمت الاحتلال، يُمكن أن يُنفذ القرار 1701".
ورأى أن "السيطرة الغربية على وسائل الإعلام، فضلاً عن ضبط المُحتوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لا يُعطي صورة عما يجري في دولنا، لذلك لا يتم نقل ما يجري إلا من خلال الإعلام العالمي، الذي يخدم الاحتلال الإسرائيلي، لذلك نرى أهمية الحراك من قبل السلطة الفلسطينية والحاضنة العربية، والمُؤتمر الذي سيُعقد في الرياض، واللجان التي تشكلت وتمثلت بها السلطة، مُهم جداً لإعادة إحياء القضية الفلسطينية، على الرغم من الأخطاء التي ارتكبت سابقاً، وليست مسؤولة عنها السلطة الفلسطينية الحالية، عندما صدر القرار 181 في العام 1947 بإنشاء دولة الكيان الإسرائيلي، كان ينُص على أن تعترف بقيام الدولة الفلسطينية"، مُشيراً إلى أن "المُباحثات التي جرت في "أوسلو"، حيث تمت مُوافقة الشهيد الرئيس ياسر عرفات على الاعتراف بالدولة الإسرائيلية، من دون أن يكون هناك شرط المُوافقة المُتبادلة على الدولتين، واليوم نُناضل من أجل دولة فلسطينية كانت موجودة باعتراف أُممي، وفي السابق كان هناك دول تدعم الحق الفلسطيني، لكن اليوم حتى روسيا موقفها مُلتبس، فهي علناً تقول أنها تحترم الأمن القومي الإسرائيلي وحقها بالاعتداءات التي تقوم بها على سوريا، لكن بعد حرب الإبادة نأمل أن يتغير الموقف العالمي بالاستجابة لحقوقنا".
وأكد أن "هناك العديد من الدول التي انضمت إلى الشكوى التي قدمتها جنوب إفريقيا ضد الاحتلال، لأن جرائمه، والإحاطة العربية، خاصة المملكة العربية السعودية ودورها الفعال، في مُواجهة خطط الكيان الإسرائيلي بالقضاء على حق العودة واستهداف "الأونروا"، فيما لا نرى دوراً للأُمم المُتحدة بالضغط على الاحتلال، فضلاً عن الدعم الأميركي وتقديم الأسلحة، لكن اللافت أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب هو من أنهى الحروب خارج أميركا، فيما الرئيس جو بايدن هو من يدعم شركات الأسلحة، التي هي الحكومة العميقة، لذلك فإن ترامب أُخرج سابقاً لأنه لم يدعم الحروب، ومجيئه قد يوقفها".
وختم العميد ملاعب بالقول: "قادة اليمين المُتطرف داخل الكيان الإسرائيلي، يسعون إلى ابعاد الحق الفلسطيني، من هنا نرى خروج العديد من الإسرائيليين من هذا الكيان، خاصة رأس المال" مُحذراً من "مُخططات تهجير العرب من داخل الكيان الإسرائيلي، لذلك نبه الرئيس الفلسطيني محمود عباس من مخاطر الحرب الدينية".
https://youtu.be/omiIAYGKABg