الأربعاء 8 آذار 2017 10:31 ص

القوى الإسلامية تُعلِّق مشاركتها... هل فشلت "القوة المشتركة"؟


فشلت مساعي القيادات الفلسطينية في التوصّل الى تشكيل القوة المشتركة لمخيم عين الحلوة كبديل عن القوة الأمنية، وتبيّن أنّ القوى الاسلامية، وهي «عصبة الانصار الاسلامية» و»الحركة الاسلامية المجاهدة»، علّقتا مشاركتهما بعد تهديدات الجماعات الاسلامية المتشددة برئاسة بلال بدر بمنع القوة المشتركة من دخول حَيّ الطيري، حيث يقيم مع جماعته، خشية مراقبة تحركاتهم أو اعتقالهم وتسليمهم إلى الدولة اللبنانية.

أعلنت القوى الاسلامية أنه «بعد فشل الاتفاق على مهام وعديد القوة المشتركة في عين الحلوة، نعلن عدم مشاركتنا في القوة لأسباب خاصة، لكننا سنقوم بواجبنا بما يُمليه علينا ديننا الحنيف تجاه قضيتنا ومخيماتنا، خصوصاً مخيم عين الحلوة».

وشرح مصدر فلسطيني مواكب لـ«الجمهورية» قرار القوى الاسلامية، فلفت إلى لقاء عقد أمس الأول «بين التكفيري هيثم الشعبي التابع لـ«جبهة النصرة» وأبو شريف عقل المتحدث باسم «عصبة الأنصار الإسلامية»، ومسؤول «الحركة الإسلامية المجاهدة» جمال خطاب و«أنصار الله» وحركة «حماس» أدّى الى رفض هذه القوى مجتمعة المشاركة في القوة المشتركة بعد وضع تعجيزات مالية وأمنية ورفض دخول عناصر «فتح» الى مناطق تسيطر عليها العناصر الاسلامية المتشدّدة التكفيرية، لأنّها عندئذ ستراقب تحرّكاتها وتعتقلها وتسلّمها إلى الجيش كما تعهَّدت به القيادات الفلسطينية».

ولفت المصدر إلى أنّ هذا الفيتو الذي وضعته العناصر التكفيرية رفضته «فتح»، فيما بَعث بلال بدر، الذي بقيَ خارج اللقاءات، برسالة الى الجميع بمَن فيهم «عصبة الانصار» و«الحركة المجاهدة» بأنّ منطقة الطيري منطقة أمنية له ويحظّر على أيّ قوة دخولها، ولذلك علقت القوى الاسلامية مشاركتها وعادت الامور الى نقطة الصفر».

وفي السياق، عقد لقاء ثان جمعَ «عصبة الأنصار» و«الحركة الاسلامية المجاهدة» و«أنصار الله» و«حماس» في مسجد النور لتقويم الوضع الراهن والخطوات المقبلة.

من جهتها، استغربت حركة «فتح» أن تعلّق القوى الإسلامية «التي نكنّ لها الاحترام والمودة مشاركتها بعد قطع أشواط في التوصّل الى تشكيل القوة المشتركة»، وقالت مصادرها لـ«الجمهورية» إنّها لا تقبل بأيّ فيتو من بدر أو من غيره، والقوة المشتركة هدفها حفظ الامن والاستقرار في المخيم وتستطيع دخول كل الاحياء وليس هناك منطقة مغلقة في وجهها شاء الآخرون أم أبوا.

وقال عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية اللواء صلاح اليوسف لـ«الجمهورية»: «أمام هذه المجريات، ندعو الى اجتماع طارئ للقيادة السياسية الموحّدة في سفارة فلسطين لدرس التطورات والاوضاع الامنية في المخيم وإعادة تشكيل القوة المشتركة لضبط الوضع الأمني، وتحديد مسؤولية كل فصيل عمّا ستؤول اليه الامور».

مصدر أمني لبناني دعا، عبر «الجمهورية»، القيادات الفلسطينية الى «لمّ شملها وتشكيل قوة أمنية تحمي المخيم وتنتشر في كلّ أحيائه ولا تخضع للابتزاز الذي قد يشلّها ويؤدي الى فرطها كالقوة السابقة».

وطالبَ تلك القيادات «أن تَفي بتعهداتها والتزاماتها للجيش بتسليم المطلوبين اللبنانيين والفلسطينيين وعدم الهروب الى الامام ما قد يضرّ بمصلحة المخيم ويعرّضه لشتى الاحتمالات طالما أنّ الارهابيين يُصعّدون لهجتهم»، مذكّراً بأنّ الاتفاق يقضي بتسليم لائحة بضباط القوة وعناصرها الى مخابرات الجيش في الجنوب شرط ألّا تتضمّن أيّاً من المطلوبين للدولة اللبنانية.

بدوره، حمّل مصدر فلسطيني محايد المسؤولية إلى القوى الاسلامية من «عصبة الانصار» و«الحركة الاسلامية المجاهدة»، التي كان رئيسها الشيخ جمال الخطاب عضواً في اللجنة الرباعية وأحد أعضاء أمناء الأطر الاربعة، معتبراً أنها «كانت ستتمثّل في القوة المشتركة تمثيلاً وازناً، فلماذا تتراجع بعدما شاركت مع القوى السياسية بزيارات فاعليات صيدا والجنوب وأكّدت أمامها المضي في وقف إطلاق النار وتشكيل القوة المشتركة؟!».

ودعا حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية الى «العودة للكفاح المسلح من دون إشراك القوى الاسلامية التي كانت تطلب التمهّل كلما أرادت «فتح» الحسم العسكري»، سائلاً: «كيف يستقيم صيف وشتاء تحت سقف واحد؟

أليس الاسلاميون المتشددون هم صنيعة القوى الاسلامية في المخيم التي أطلقت عليهم تسمية «الشباب المسلم»، ليتبيّن أنهم قادة في «داعش» و«جبهة النصرة» ويريدون تكرار تجربة «البارد» واليرموك في عين الحلوة؟». وناشَد «الدولة والجيش اللبناني التنَبّه لِما يُحاك من مؤامرة إقليمية لمخيم عين الحلوة والعمل على إفشالها رأفة بسكّانه».

المصدر :علي داود - الجمهورية