نوّه نائب الأمين العام لـ"الجبهة الديمُقراطية لتحرير فلسطين" فهد سليمان بما طرحه السيد الرئيس محمود عباس بـ"تشكيل القيادة الوطنية المُوحّدة، لتقود فعاليات المُقاومة الشعبية السلمية"، داعياً إلى أن "تمتد إلى مُختلف أماكن التواجد الفلسطيني"، مُشيراً إلى أن "اجتماع الأمناء العامّين خرج بقرارات مُهمة، ونحن أمام مُعطيات نوعية تختلف بشكل كبير عن المراحل السابقة".
مواقف سليمان، جاءت في برنامج "من بيروت" على شاشة تلفزيون فلسطين، الذي بث يوم الأحد في 6 أيلول/سبتمبر 2020، من إعداد وتقديم الإعلامي هيثم زعيتر، بعنوان: "اجتماع الأمناء العامّين للفصائل الوطنية الفلسطينية... الدلالات والتوقيت".
وأشاد سليمان بدعوة السيد الرئيس إلى "عقد جلسة استثنائية للمجلس المركزي الفلسطيني، بما يتمتّع به من صلاحيات، وأهمية المُقاومة الشعبية السلمية على أنْ تكون على رأس أولويات العمل الوطني، في مُواجهة الاحتلال والاستيطان".
ونوّه بـ"موقف الرئيس "أبو مازن" بالإفراج عن أي مواقف مُسبقة تجاه ما يُمكن أنْ يُؤدي إلى الحوار الفلسطيني من نتائج واستخلاصات".
وأشار إلى أنّ "المُقدّمات التي أدّت إلى انعقاد اجتماع الأمناء العامّين تُثبت أنّنا أمام مُعطيات نوعية، في ظل التطوّرات السياسية الجارية في المنطقة بشكل عام، وفي الموضوع الفلسطيني بشكل خاص"، مُعتبراً أنّه "لم يعد من مجال لأي مسؤول سياسي بأنْ يتبنّى وجهة نظر مُتناقضة، مُتباينة ومُختلفة مع وجهة نظر أخرى يحملها مسؤول آخر".
ورأى أنّ "طبيعة المشروع السياسي، الذي تمَّ الإفراج عنه في البيت الأبيض في 28 كانون الثاني/يناير 2020، لا يُمكن أنْ يُعطى له عنوان إلا التصفية الكاملة للمشروع الوطني الفلسطيني، وهو ما تم التعبير عنه لاحقاً بقرارات مُتعلقة بالضم، ما يعني أنّ الاستثمار الاستيطاني الإسرائيلي، الذي وصل الآن إلى أعلى مُستوياته، لم يعد هناك مُجرّد هامش يسمح للاجتهاد، فالوضع بالنسبة للجميع أصبح واضحاً، والأمور استُكمِلتْ بالبُعد الإقليمي لـ"صفقة القرن" التي تسير على مسارين، انطلاقاً من المسار الإقليمي الذي هو أسهل وأيسر لواشنطن وتل أبيب، حيث تسعى الإدارة الأميركية إلى تطويق فلسطين بدخول دول بسلام سياسي واقتصادي وأمني، وإحدى وظائفه الرئيسية تشكيل حالة ضاغطة على المسار الفلسطيني، لذلك هناك حالة فلسطينية وسياسية وإقليمية أملت على جميع المعنيين بالشأن الوطني التفكير جدياً بافتتاح مسار جديد".
وقال سليمان: "إنّ القيادة التي تابعت الأمور من الناحية التنفيذية، سواءً من "فتح" أو "حماس"، كانت قيادة ميدانية فعالة، دؤوبة، استطاعت أنْ تُحقّق من خلال التحضيرات التي أجرتها نتائج جيدة، لم يكن بالإمكان تحقيقها لو لم تتحل هذه القيادة الميدانية بطول النفس والمُثابرة والصبر المطلوب".
ورأى أنّه "طغت على اجتماعات الأمناء العامين، الكلمات العالية المسؤولية، بسلاسة وسهولة، وقُدّمت فيها المواقف السياسية - على الرغم من تباينها - لكن امتلكت مساحة واسعة من التوافقات والمُشتركات والأساسيات الواسعة جداً، بحيث يحق لأي طرف وضع الموضوع في السياق السياسي الأقرب إلى برنامجه".
وأشار إلى أنّه "لم يغب عن بال المُشاركين في الاجتماع تقديم مُقترحات عملية بسقوف زمنية لمُتابعة النتائج والقرارات، سواءً في موضوع المُصالحة أو الإدارة القيادية الميدانية للانتفاضة الشعبية، بما في ذلك ما يُمكن أن يحصل في ساحات أخرى، حيث الشتات الفلسطيني".
وختم سليمان: "إنّ الاجتماع في سفارة دولة فلسطين في بيروت ليس حدثاً عابراً، بل له دلالات وجاء نتيجة تلاقي عاملين:
- أولاً: استعداد لبنان لمُساندة الفلسطينيين باستعادة الوحدة الداخلية، وهذا عامل مُنطلق من القرار السياسي المُنسجِم مع تاريخ لبنان المُقاوم والمُتضامن مع القضية الفلسطينية.
- ثانياً: الجاهزية الفلسطينية للتعاطي مع هذا الاستحقاق باستقبال الأمناء العامين الموجودين في أكثر من بلد لتشكيل الجانب الآخر من الشعب الفلسطيني والمُؤسّسة الفلسطينية الذين اجتمعوا في رام الله".
https://youtu.be/nlGGz2-mfkY