الجمعة 8 تشرين الثاني 2024 18:23 م

"حفيظة و غابر"!


* جنوبيات

في إحدى مدارس القرى النّائية، كان هناك معلّمة اسمُها حفيظة دائمة الصّراخ، وتدعو على أحد الطلّاب، قائلة:
- "والله جلطتني يا غابر!
- يقصف عمرك يا غابر!
- رح تموّتني يا غابر!
- موت حفيظة على إيدك يا غابر!"
وفي أحد الأيّام جاءت والدة غابر إلى المدرسة لتسأل عن ولدها، فأخبرتها المعلّمة حفيظة بأنّها لم ترَ أغبى من غابر طوال سنوات عملها في سلك التّعليم، وأنّ حالته ميؤوس منها. ونصحتها بأخذه من المدرسة ليتعلّم مصلحة تفيده في كسب عيشه في المستقبل. عندما استمعت الأمّ إلى كلام المعلّمة لم تيأس من حال ابنها وقرّرت أن تغادر القرية نهائيًّا، وأن تتابع دراسة ولدها في المدينة المجاورة.
ومرّت السّنوات وشاءت الأقدار أن تدخل المعلّمة حفيظة إلى المستشفى بسبب مشاكل في القلب، فقرّر جميع الأطبّاء أنّها بحاجة لعمليّة قلب مفتوح ولا يستطيع إجراء هذه العمليّة إلّا طبيبًا واحدًا في المدينة متخصّصًا في إحدى الدول الأوروبيّة.
 وبالفعل راجعت حفيظة ذلك الطبيب المشهور وأجرى لها العمليّة وتكلّلت بالنجاح. وعندما أفاقت حفيظة من التّخدير، وجدت الطبيب يبتسم لها فأشارت له بيدها ونظرت إليه نظرة غريبة، فظنّ أنّها تحاول أن تشكره، ولكنَّها كرَّرت الإشارة بيدها وكأنّها تحاول أن تقول شيئًا. حاول الطبيب أن يفهم ما تريد قوله، ولكن دون جدوى. وفجأة فارقت حفيظة الحياة وسط ذهول الطبيب الشّابّ!
 التفت الطبيب إلى الخلف حيث أشارت حفيظة، فوجد عامل التّنظيف الغبيّ غابر قد نزع (فيش) الكهرباء عن جهاز الإنعاش، ليضع (فيش) المكنسة الكهربائيّة!

"إنشالله فكّرتوا غابر صار دكتور؟!" غابر غبيّ، وسيبقى غبيًّا رغم أنوف المتفلسفين.
وتحقّقت نبوءة المعلّمة حفيظة أنّ موتها على يد غابر.
فحوى القصة والعبرة والموعظة تتلخّص بالآتي ذكره:
اللبنانيّ الذي يلهث وراء الزّعيم مثل غابر. أمّا الذي يتعب ويناضل فمثل حفيظة. ويلزمنا المنقذ من الضّلال لتغيير واقع الحال!
فهل من يعتبر؟

المصدر :جنوبيات