على مدى عشرين عاماً ومنذ رحيل القائد التاريخي للثورة الفلسطينية المعاصرة وأنا اكتب عن ابي عمار القائد والمجاهد والأخ الكبير والصديق الوفي الذي شهدت الموت الى جانبه اكثر من مرة في جنوب لبنان وخلال حصار الـ 90 يوماً لعاصمتنا بيروت عام 1982.
لذلك اخترت ان تكون تحيتي له اليوم ان أروي حكاية لها معانٍ كثيرة، أتمنى ان يتعلم منها كثيرون من أبناء امتنا العربية .
عام 1981، وبعد ان كثرت شكاوي بعض اللبنانيين من تجاوزات كان يرتكبها محسوبون على الثورة الفلسطينية، وضعنا باسم تجمع اللجان والروابط الشعبية يافطة أمام مكتب القائد العام ياسر عرفات (أبو عمار) تقول: " مع الثورة الفلسطينية في وجه اعدائها واخطائها".
أثار وضع تلك اليافطة لغطاً بين شباب التجمع وحرس الرئيس أبو عمار، وإذ بالقائد الكبير يصل مستفسرا عن هذا اللغط بين حرسه وبين شباب يعرف أبو عمار انهم يحرسونه ويحرسون الثورة بأفئدتهم وعقولهم وكل سلاح يحملونه.
وبعد ان استفسر أبو عمار عن سبب ذلك اللغط فاشار البعض الى اليافطة فقرأ أبو عمار ما كتب عليها وقال لحرسه :" اجلبوا لي حبراً لأوقع اسمي الى جانب اخواني في تجمع اللجان والروابط الشعبية لأنني اعرف مثلهم كم تخدم اخطاؤنا أعداءنا وإن مقاومة العدو الخارجي لا تنفصل عن معالجة الخطأ الداخلي كي لا يصبح خطيئة ."
قصة عمرها 42 عاماً ، ولكنها فكرة يجب ان تكون ماثلة امام كل مسؤول او قائد او حزب او جماعة في امتنا
رحم الله القائد الرمز الذي سيبقى خالدا في ضمير شعبه وامته وحركة التحرر العربية