الأربعاء 13 تشرين الثاني 2024 10:14 ص

"طوابير" وانتظار مرهق للحصول على "جوازات السفر" في لبنان!


* جنوبيات

تشهد مراكز الأمن العام في لبنان زحمة خانقة للغاية، حيث يتوافد المواطنون للحصول على جوزات سفر تتيح لهم مغادرة البلاد. هذا المشهد يتكرر في مختلف المناطق اللبنانية، حيث تصطف طوابير طويلة تصل أحيانًا إلى المئات. المواطنون يحملون أوراقهم، وآخرون ينتظرون دورهم، بينما قرر العدد الأكبر منهم الاستنفار داخل سياراتهم لأيام، بانتظار الحصول على دور يمكنهم من الحصول على جواز سفرهم.

مصادر أكدت أن أزمة الزحمة المتعلقة بإصدار جوزات السفر عادت مجددًا بعد فترة من الانفراج التي شهدتها قبل اندلاع الحرب. الأزمة كانت قد ظهرت لأول مرة خلال ثورة 17 تشرين، تزامنًا مع تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد. حينها، تقدّم مئات الآلاف من اللبنانيين بطلبات للحصول على جوازات سفر، منهم من حصل على جوازه وسافر، وآخرون لم يحالفهم الحظ. وما زال العديد من المواطنين، بحسب المصدر، لم يكلفوا أنفسهم عناء التوجه إلى المراكز لاستلام جوازاتهم، مما شكل عبئًا كبيرًا على هذه المراكز وأدى إلى حرمان الكثيرين من فرصة السفر.

وفي بيروت، تشهد المراكز ازدحامًا شديدًا مشابهًا لما يحدث في طرابلس، حيث تتزايد أعداد طالبي جوازات السفر بشكل يومي. وأكدت مصادر إدارية لموقع "لبنان 24" أن عدد الطلبات ارتفع بنسبة تتجاوز 80% بعد اندلاع الحرب، وذلك بعد فترة من الهدوء الكبير في صيف 2023. وأوضحت المصادر أن غالبية الطلبات تأتي من النازحين في المقام الأول، بالإضافة إلى الشباب الذين يقتربون من التخرج أو الذين حصلوا بالفعل على شهاداتهم ويبحثون عن فرصة للهجرة، خصوصًا إلى الدول العربية.

كما يشكل أبناء الجنوب والبقاع نسبة كبيرة من طالبي جوازات السفر، خاصة أولئك الذين دُمرت منازلهم جراء العدوان الإسرائيلي، والذين لديهم أقارب في الخارج. هؤلاء يرون أن العيش في مراكز الإيواء ليس خيارًا مستدامًا، خاصة وأنهم غير متأكدين من سرعة إعادة الإعمار، لذا فإنهم يسعون بكل الطرق إلى مغادرة البلاد.

وفي ظل هذا الوضع، قررت إدارة الأمن العام وضع "كوتا" لتحديد عدد الطلبات التي يتم استقبالها يوميًا، مما ساهم في تقليل الازدحام نسبيًا. إلا أن القصف الإسرائيلي المستمر يزيد من حالة القلق بين المواطنين، مما ينعكس على حجم الطوابير في اليوم التالي.

وفي إدارة الأحوال الشخصية في بيروت، لا يختلف الوضع كثيرًا. حيث أُبلغ النازحون من مناطق العدوان أنهم يمكنهم التوجه إلى الإدارة للحصول على إخراجات قيد. وقد تمت العملية على مرحلتين: الأولى لتسليم الطلب، والثانية للانتظار قرابة ساعتين لاستلام إخراج القيد الجديد.

على الرغم من الزحمة الشديدة وتطبيق نظام الكوتا، تؤكد المصادر أنه لا يوجد أزمة حقيقية في جوزات السفر، حيث تعهدت دولة قطر بتقديم 450 ألف جواز، تم تسليم 100 ألف منها في المرحلة الأولى، وفي شهر سبتمبر فقط تم إصدار حوالي 25 ألف جواز. وتشير المصادر إلى أن عملية الإصدار ستستمر ضمن الكوتا المحددة طالما أن الجوازات متوفرة والموظفون موجودون في مكاتبهم.

المصدر :جنوبيات