بيت "الأمّ والأب" من البيوت الطّاهرة بعد بيوت العبادة ودورها.
هو البيت الوحيد الذي تستطيع الذّهاب إليه مرارًا وتكرارًا بدون دعوة. وفي كلّ مرّة تجد صاحب البيت سعيدًا وتزداد سعادته كلّما أتيت.
هو البيت الخاصّ الذي يمكنك أن تضع المفتاح في بابه وتدخله مباشرةً بدون حاجة لأي إذن بالدّخول.
هو البيت الذي ترنو فيه أعين الأحبّة نحو الباب حتّى تراك.
هو البيت الذي يذكّرك باستقرارك وأمانك وسعادتك أيّام الطفولة.
هو البيت الذي تُكتب لك أثناء حضورك إليه "والنّظر إلى أمّك وأبيك" الحسنات، وكأنّك في محراب العبادة، ويكون حديثك معهم كالذّكر والتّسبيح بحمد الله، فرضاهما من رضا المولى عزّ وجلّ.
هو البيت الذي إن غبت عنه ولو لفترة قصيرة، ينقبض قلب أصحابه ويشعرون بالغمّة حتّى الكآبة.
هو البيت الذي فيه شمعتان تحترقان لتضيء لك الدنيا وتملأ حياتك بالبهجة والسّعادة والفرح.
هو البيت الذي تجد فيه سفرة الطعام جاهزة دومًا لك كي تأكل وتشرب من يديّ الأمّ الحنون، وابتسامة أب يدعو لك بالصحّة والهناء.
هو البيت الذي إذا حان "وقت الطعام ولم تأكل"، يتألّم قلب الوالدين ويشعران بالضيق والحزن.
هو البيت الذي كلّ ما فيه "من ضحك وسعادة" يُقدَّم إليك على طبق من ذهب واستبرق.
هو بيت الوالدين...
"فإعرفوا قدر هذه البيوت وتجنّبوا أذيّة والديكم حتّى لا تُغضبوا الله".
وعليه، فإنّ إلقاء تحيّة الصّباح والمساء على الوالدين يسعد قلبيهما، فلا تبخلوا عليهما بالمودّة والطمأنينة... ولمن حُرِمَ من هذه النعمة العظيمة والنفحات الإيمانيّة نقول:
رحم الله والدينا ووالديكم وأسكنهم فسيح جنّاته، إنّه سميع قريب مجيب الدعاء.