دمار واسع في الضاحية الجنوبية لبيروت، ومشاهد تُندّى لها الجباه ولا يعقلها عاقل، مع 4 غارات صباحية على الغبيري، تفاقمت ظهراً باتجاه عمق الضاحية وطرفها لناحية الحدت، سبقتها رسالة أميركية نقلتها سفيرة «الشيطان الأكبر» ليزا جونسون الى عين التينة، محاولة فرض موعد 24 ساعة للرد، بناءً لطلب من حكومة تل أبيب الصهيونية، لكن «النبيه» وبدبلوماسيته المعهودة أكّد ان الرد سيحصلون عليه خلال 3 أيام على إيقاع الروزنامة اللبنانية.
رسالة بالحبر وأخرى بالدم ترتبطان بآلية تنفيذ القرار الدولي 1701، أكدت مصادر واسعة الاطّلاع أن الأولى منهما لن تبصر النور، لأنها تتماهى مع شروط «حكومة الكيان المحتل»، خاصة لناحية إضافة بنود جديدة، وهو ما يتجاوز العرف الدولي القاضي بإصدار قرار جديد برقم جديد، من خلال دعوة مجلس الأمن لتعديل الـ1701، و«غير ذلك سيكون مضيعة للوقت»، وهو ما سمعه المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين مرات عديدة من الرئيس نبيه بري.
كوّة أمل بمشاركة سعودية
لكن مصدراً سياسياً يشير إلى «كوّة أمل»، متحدثاً عن «إمكانية تنفيذ القرار 1701 لجهة الالتزام بمضمونه مع ضمانات أميركية ومشاركة عربية تمثلها المملكة العربية السعودية، على خط التفاوض الذي سارت عليه منذ التقارب مع إيران، كونها تلعب دوراً تنسيقياً بين واشنطن وطهران».
ويشدّد المصدر على أن «المطلوب الآن هو تعزيز القوة التي تقوم بتنفيذ القرار والإشراف عليه، كما تعزيز الجيش اللبناني وزيادة عديده بمشاركة قوات «اليونيفيل» ومؤازرة الجيش اللبناني وإجبار الطرفين على الالتزام بوقف إطلاق النار وإيجاد منطقة منزوعة السلاح إلى ما بعد الليطاني، وفقاً لمنطوق القرار 1701 على أن يبقى جيش العدو الإسرائيلي منتشراً عند الحدود بين لبنان والأراضي المحتلة، وبذلك يكون العدو قد وصل إلى مبتغاه بمجرد وجوده العسكري على طول الحدود مع احتمال الرد على أي وجود مسلح أو خرق للقرار 1701، الذي يعتبره الكيان أولوية للموافقة على التنفيذ».
الكيان يهدر الوقت
لكن مشهداً قديماً – جديداً يتكرّر في كل مرة، ومع كل زيارة لمبعوث ما يتبيّن وجود نيّة مبيّتة لما سيحصل في المستقبل القريب، وهي ظهرت عند كل حلقة من مسلسل اللقاءات والمفاوضات المباشرة أو عبر الرسائل بالبريد الأميركي، فتترجم النبذة من خلال جولات ميدانية دموية تترافق مع تلك المحادثات، وهو ما يوضّح استغلال إسرائيل للوقت الضائع وتلعب على حبال الكلام في مسعى لتحقيق أقصى ما يمكن من المكاسب والأهداف، القادرة على تسجيل نقاط لصالحها في ميزان نقاط الربح.
زيارة دعم ومؤازرة
إلّا أنّه في مقابل الجبروت «الصهيو-أميركي» تأتي زيارة كبير مستشاري «المرشد الأعلى الإيراني السيد علي خامنئي» الدكتور علي لاريجاني لتؤكد تضامن الجمهورية الإسلامية في إيران مع لبنان وفلسطين في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، حيث جدّد لاريجاني خلال زيارته للرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي دعم بلاده المطلق للبنان في مواجهة العدو المجرم.
مصدر مطّلع على الزيارة أكد أن جولة لاريجاني ما بين لبنان وسوريا تشكّل خطوة مهمة باتجاه دعم محور المقاومة وتأكيد حضور إيران في المنطقة، وبالتالي هي تأكيد أن «كلمة الميدان» تنشط في كل مرة يأتي فيها موفد إيراني، ومشهدية زيارة رئيس البرلمان الإيراني إلى بيروت التي ترافقت مع «قصف مجنون»، تُستعاد مع زيارة لاريجاني، الذي ذكّر أن الأمور استعادت سيرها على السكة الصحيحة، وتبدّلت الموازين لصالح المحور، الذي استعاد قوة الردع، إضافة إلى استهداف نقاط استراتيجية وحسّاسة جداً للمرّة الأولى داخل فلسطين المحتلة.
رسالة قوية لمن يعنيهم الأمر
يخلص المصدر إلى تأكيد أن «زيارة لاريجاني إلى بيروت رسالة قوية بمعنى كبير جداً، وقد تكون الأخيرة قبل أي حل من الحلول المنتظرة فيما لو حصلت، وإلّا فالأمور سوف تتدحرج إلى مشهد جديد يوسّع نقاط الاشتباك إنْ على صعيد المحاور الداخلية أو المحور ككل، امتداداً الى كل البلاد التي تشارك في حرب نصرة فلسطين، وفي المحصلة، تسارع التطوّرات في المنطقة إلى اتخاذ قرار باتجاه أي من الحلول التي يريدها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بعدما يحصل على معلومات وافية تؤكد أن الميدان هو المتحكّم بالأرضية الخصبة التي تمتلكها المقاومة، ويعطي فرصة جديدة أو مناورة جديدة كسلفه الرئيس جو بايدن».