الثلاثاء 19 تشرين الثاني 2024 22:11 م

خاص "جنوبيات" - "الحزب" والشرق الأوسط الحرّ


* جنوبيات

تطالعنا اليوم بعض الألسن والعقول التي تتحدث عن اجتثاث المقاومة والحزب وعن التحضير لمرحلة يكون الحزب فيها من ماضي الحياة السياسية في لبنان، ويتحدث هؤلاء بلغة الواثق وكأن لبنان اليوم ينفض عنه فصيلًا من كوكب اخر.

هذا الحزب هو جزء من نسيج المجتمع اللبناني وجزء من ثقافته وحضارته وفنه وإبداعه وأدبه وشعره وتاريخه، فعناصر هذا الحزب وقادته لن يُستوردوا من أي بقعة من هذا العالم، بل هو أهل الأرض نفسها سواء في الجنوب أو البقاع، وهم نفسهم الذين حتّم عليهم القدر الجيوسياسي والصراعي أن يكونوا في موقع المواجهة الشريفة والازلية ضد جسم زرع في هذه المنطقة من العالم وهو لا يشبهها البتة في شيء، بل كان هدف الغرب الإمبريالي هو القضاء على مقدرات المنطقة وحضارتها وثقافتها من خلال زرع هذا الجسم الذي يعكس حقيقته اليوم نتنياهو وبن غفير وسموتريتش.

أكثر من ثلاثة آلاف شهيد وآلاف الجرحى وآلاف البيوت المهدمة وشلال الدم اليومي قدمه لبنان اليوم في هذا الصراع، والعظيم في الأمر أن كل هذا الالم العظيم يزيد ثقة أهل هذه البيئة أكثر وجمهورها الممتد على مساحة الوطن والأمة، وهنا سر القوة العظيم لهذا الجمهور المؤمن بهذا المسار مهما كان حجم الألم كبيرا، إلا أن ما ينتظر من عز وإباء وشرف كبير هو الذي يجعل كل هذه التضحيات الجسام بمثابة الأمور العادية عند هذا الجمهور الاسطوري بكل معاني الفداء.

اليوم يكتب أبناء  الشهيد "الحيّ"  أبو هادي" ومعهم كل المرابطين على الزناد سطورا جديدة في ملحمة العز والشرف والبطولة، ويرسمون شرقا اوسطا اخر حقا، لا بل إنهم بصمودهم الاسطوري العظيم يحضرون لعالم ٱخر سجد سيل حبره عند ثلة قليلة في لبنان بذلت أرواحها لقضية عظيمة تتمثل بالحق والحقيقة والاستعداد للبذل.

المصدر :جنوبيات