إنّ أخطر ما يُقلق في مسيرة حياتنا، في حلّها وترحالها، في شؤون الدّولة بمرتكزاتها، وفي الحالات المعيشيّة على أنواعها، أن نحيا حالة من عدم الاستقرار في وطن تغيب عنه العدالة بكلّ أوجهها، فنصبح غرباء بين أهلينا ننزف القهر والخذلان، وتحكمنا الأنانيّة والطغيان.
ففي اي بلد في العالم عندما يمسك بالقلم فاشل، وبالقيادة جاهل، وبالسّلطة ساديّ، ويعتلي المنبر فاجر، عندها يتحوّل الوطن إلى غابة تحكمها كائنات حيوانيّة.
وعندما يُغير الفاسد على مقدّرات الوطن، وتلوح في الأفق شرور الفتن، ويعاني المواطن اللبنانيّ "مرارة المحن"، نصبح أمام مغارة من البارود قد تنفجر في أي لحظة لتعمّ شظاياها أشلاء الضّعفاء، والفقراء، والمساكين، ولن يرفّ جفن لمسؤول ولو أدّت الكوارث إلى إزالة البلاد عن خريطة الحضارة، ونتج من الفوضى دمار الهيكل بكامله على رؤوس الكافّة.
وكذلك الأمر بالنسبة إلى مقوّمات الاقتصاد والاجتماع إذ ليس هناك من يسأل ولو انهارت تلك الأسس في وحول الفساد والاستبداد وإهدار الحقوق.
نسأل الله أن يتجلّى في آياته لينعم على وطننا الحبيب لبنان بألطافه الخفيّة، فيقع الصّائد في الماء العكر ببراثن أفعاله، وينبلج الفجر رويدًا رويدًا بحلل السلام بعد ظلام الليل الدّامس مهما طال!
ولله الأمر من قبل ومن بعد...