الخميس 21 تشرين الثاني 2024 18:07 م |
النازحون بين مطرقة الدولة وسندان الشتاء |
* جنوبيات مفهوم، لدى اكثرية اهل الكوكب الذين يرفضون العدوان ويحترمون الحياة الانسانية، ان الكيان العنصري يحاصر غزة ويمنع عنها الدواء والغذاء والمياه لانه يطمح الى التخلص من الشعب الفلسطيني بالحديد والنار والفوسفور، او بتهجيره الى الاردن ولبنان وسوريا وربما مصر.. إذا استطاع؟! ولكن ما لا يفهمه احد هو كيفية تعامل الفئات اللبنانية الحاكمة مع النازحين قسرا، الذين خسروا الاهل والبيت والبستان وكل شيء فدى الجنوب ولبنان، دون ان تقوم هذه الفئات بواجباتها نحوهم وتتفرغ لتأمين اوضاعهم، وهم أحرار وكرام وموضع اعتزاز. هذه الفئات الحاكمة بدلا من ان تكفر عن سطوها واختلاسها لاموال الشعب والدولة بالتعاون والتواطؤ مع المصارف المنحرفة فتقوم، شخصيا ورسميا، بتأمين الاموال اللازمة المطلوبة لمعالجة الازمة الطاحنة التي يعيشها النازحون والبلاد كلها، تشيح بنظرها عن الموضوع الجوهري وتتصرف كبخلاء الجاحظ او كأتعس بيروقراطية عرفها التاريخ، مستنجدة بالإعلام للتغطية على قلة الانتاج. وهنا نسأل لماذا لا تدفع الدولة، اولا، مبلغا ماليا محترما لكل عائلة متضررة لتمكينها من حفظ كرامتها والسير في رحلة العذاب والمعاناة؟ يقولون: الدولة ما معها. نقول: بل معها وقد وصلها عدة مئات من ملايين الدولارات (الامارات، مؤتمر باريس الخ)، ثم لديها فائض كما يؤكد البنك المركزي، كما لدى قادتها (الالف مستفيد) الاموال الطائلة فلماذا كل هذا التقتير المريب، ولماذا كل هذا التقصير المعيب، ولماذا هذه المعاملة المسيئة لاهلنا النازحين؟ والناس تسأل حكامها، والقضاء اولا، ما بكم لا تسترجعون الاموال من الحرامي في الصف الأمامي، ومن مصارف الهندسات الاحتيالية، فضلا عن الاموال التي صادرتها سلطات اوروبية من رياض سلامة المطلوب من الانتربول وقد حثتكم مرارا على ذلك؟ ثمة اسئلة كثيرة من هذا النوع لا مساحة لذكرها، ولكنها كلها تدين تقصيركم وتندد بإهمالكم بينما الصقيع يقترب من مراكز الايواء والخيم الهزيلة والمدارس المحرومة من الوقود وسواه من الضروريات. ثم ماذا عن الذين لاذوا بأقربائهم و معارفهم اليس لهم حساب وقد فرغت جيوبهم بسبب مغاوركم السحيقة ومصارفكم البخيلة ورفضكم اعادة الهيكلة؟! ننتظر ردكم يا اهل الربط والحل بينما النازحون يتهيئون لشتاء ليله طويل طويل. المصدر :جنوبيات |