الجمعة 22 تشرين الثاني 2024 10:30 ص |
المطلوبون للإنتربول: يغادرون لبنان على نفقتهم الخاصة لتسليم أنفسهم! |
* جنوبيات
فرضت الحرب الإسرائيليّة إجراءات قضائيّة “استثنائية” داخل قصر عدل بيروت بما يتعلق بتسليم المطلوبين دوليًا للسلطات الخارجية وترحيلهم. فالبعثات الدبلوماسيّة ترفض زيارة لبنان، وتخشى المجيء لقصر عدل بيروت، خشية الأوضاع الأمنية الراهنة في لبنان، والتي من الممكن أن تشكل خطرًا مباشرًا على حياتهم، فظهرت آلية استثنائية في القضاء اللبناني لتسهيل عملية تسليمهم، تقضي بترحيل المطلوب للإنتربول الدولي عبر طائرات تجارية، وعلى نفقته الخاصة، ويُسلّم للسلطات المعنية خارج لبنان. الخوف من الحرب
داخل السجون اللبنانيّة، يقبع عشرات المطلوبين للإنتربول الدولي، الذين جرى توقيفهم في مطار رفيق الحريري الدولي عبر الأمن العام أو داخل الأراضي اللبنانيّة. عادةً، يتم تسليمهم للقضاء الذي أصدر مذكرة توقيف دولية بحقهم وعممها عبر الإنتربول ليحاكمهم، في بادئ الأمر، يُطلب ملف الموقوف ويُحال لوزير العدل اللبنانيّ، ويُصدر قرار ترحيله بمرسوم وزاريّ، وبعد الحصول على موافقة، يحضر وفد دبلوماسي أو أمنيّ، ويُسلم المطلوب للبعثات الدوليّة، ويغادر الأراضي اللبنانيّة بطائرة خاصة وفق إجراءات أمنية مشددة.
كيف تتم عملية الترحيل؟ وعلى الرغم من أن هذا الإجراء القضائي ساهم في تسهيل عملية تسليم المطلوبين للقضاء الدولي، خصوصًا في ظل الاكتظاظ الحاصل داخل السجون اللبنانيّة، إلا أن هناك بعض الآراء القانونيّة التي اعترضت على هذا الأمر، بحجة أن وضع أي مطلوب دولي داخل طائرة من دون أي مؤازرة أمنية، وتحريره من الأصفاد الحديدية على يديه، قد يساهم في هروبه بعد وصوله لإحدى المطارات الدولية، خصوصًا إن كان للمطلوب سوابق في الاختلاس وقضايا الاحتيال أو القتل وبحقه العديد من مذكرات التوقيف، كأن يكون هذا المطلوب أحد أشهراً أفراد العصابة، وبالتالي من الممكن أن يتم تهريبه بأي أسلوب آخر. يذكر أن بعض الآراء القانونيّة وصفت هذا الإجراء بأنه يسهل التعاون مع القضاء الدولي، ولكنه غير قانونيّ، فلا يجوز تسليم أي مطلوب من دون صدور المرسوم الوزاريّ.
وحسب مصادر قضائية لـ”المدن” فإن هذه الإجراءات الاستثنائية تهدف إلى تخفيف الاكتظاظ الحاصل داخل السجون اللبنانية، ولتسهيل التعاون مع القضاء الدولي، فلا ضرورة لاحتجاز أي مطلوب للإنتربول لفترة طويلة من دون محاكمته، والأجدى تسليمه للقضاء الدولي. المصدر :المدن - فرح منصور |