السبت 23 تشرين الثاني 2024 22:34 م |
تهديدات الإخلاء تربك اللبنانيين... ما هي حقيقتها؟ |
* جنوبيات "يجب إخلاء منزلك"… رسائل واتصالات مجهولة المصدر تلقاها اللبنانييون على هواتفهم المحمولة من أرقام أجنبية أو لبنانية، إما على شكل رسالة نصية عبر تطبيق الواتساب، أو اتصالات هاتفية. هذه الانذارات كانت كفيلة بإرباك اللبنانيين وبث الذعر في نفوسهم خلال الأيام الماضية. وتلقّى عشرات اللبنانيين هذه الانذارات التي تطلب من المواطنيين إخلاء المباني التي يقيمون فيها في مناطق مختلفة في بيروت، حتى وصلت إلى المناطق البعيدة عن مناطق النزاع، وإلى هواتف مكاتب وزارتي الإعلام والدفاع، وإلى أرقام عسكريين وضباط تطلب منهم الإخلاء الفوري للأبنية المتواجدين فيها لأنها من ضمن الأهداف العسكرية لـ"إسرائيل". بعض هذه الأرقام تمكنت قوى الأمن الداخلي من تحديد وجهتها فيما البعض الآخر ما زالت مجهولة المصدر. فمن يقف خلف هذه الرسائل؟ بدورها، أكدت مصادر أمنية أن "الرسائل صادرة من أجهزة إسرائيلية بعد أن لجأت إلى شركات اتصالات دولية لتنفيذ أهدافها"، وهذا ما تم التأكد منه من قبل الجهات المعنية عقب التحقيقات التي قامت بها القوى الأمنية. وبحسب المصدر "تأتي هذه الرسائل في إطار الحرب النفسية، وهو أسلوب لطالما يعتمده العدو الاسرائيلي في حروبه لا سيما خلال حرب تموز 2006". هشام الناطور، المتخصص في التطوير التكنولوجي وتقنيات الذكاء الاصطناعي، أكد أن "هذه الرسائل هي جزء من حرب نفسية كلاسيكية يمارسها العدو للضغط على المدنيين، واستغلال مخاوفهم لتحقيق أهدافه العسكرية أو السياسية، من دون الحاجة إلى استخدام قوة مباشرة، ويمكن أن نصنفها هذه الاتصالات ضمن سلسة الهجمات المبرمجة". وأوضح أنه "في حال كانت اسرائيل هي المسؤولة عن هذه الرسائل، فإنها تهدف إلى إرباك الأنشطة اليومية وتعطيل القوى المحلية وزيادة الضغط على السلطات واضعاف الثقة بالمؤسسات، خصوصاً عندما لا تتمكن القوى الامنية من معرفة كل الأرقام المرسلة، وهو أمر طبيعي، فمن يلجأ إلى هذه الأساليب الملتوية عادة ما يقوم بإنشاء حسابات "واتساب" أو "تلغرام" وهميّة، عبر خطوط هاتف يمكن شراؤها أو تشغيلها عبر الإنترنت، وهنا تصبح مسألة ملاحقة المرسل معقدة جداً وتتطلب الكثير من الوقت". وعن طريقة ارسال هذه الرسائل قال: "يفعّل المرسل الحسابات الموجودة لديه ويبدأ بإرسال الرسائل المشبوهة، وعادةً ما يلجأ إلى مولّدات أرقام عشوائية في بلد معين. في هذه الحالة، يعمل المرسل على استهداف سكان منطقة معينة بالرسائل بفضل داتا الاتصالات التي تملكها". أما بالنسبة للمرسلين التي تظهر رسائلهم عبر أرقام لبنانية، أوضح الناطور "أنه ليس بالضرورة أن تكون هذه الأرقام محلية، وقد يكون المرسل قد استخدم تقنية "الماسكينغ" التي تظهر رقم المتصل وكانه في لبنان، لكن في الحقيقة هو يكون متواجد في مكان آخر، أما في حال تلقى المواطنون اتصالات صوتية فعادة ما تكون هذه الاتصالات عبر آلات تشغّل التسجيل الصوتي عند الإجابة". ولفت الناطور إلى انه "بالنسبة للرسائل الأخيرة التي تلقاها اللبنانيون، فهي وصلت إلى أرقام أشخاص نزحوا من الضاحية الجنوبية أو الجنوب، وتشير إلى أماكن سكنهم الأصلية وليس إلى أمكان نزوحهم الحالية". ودعا الناطور "جميع اللبنانيين إلى توخي الحيطة والحذر وعدم الارتباك في حال وصلت مثل هذه الرسائل على هواتفهم، والتعامل مع الموضوع بوعي تجنباً لأي حوادث قد يتعرضوا لها على الطرقات". وكانت قيادة الجيش، قد وزعت أرقاماً هاتفية للتواصل معهم بحال ورد أي اتصال تهديد، إلا أن العديد من المواطنين الذين حاولوا الاتصال بتلك الأرقام أو بـ112، لم تتم إجابتهم، وبقيوا رهن المخاوف، ومنهم من عاد إلى منزله، ومنهم من غادره وافترش الطرقات أو أمن سكناً مؤمناً بديلاً". وكانت قد سدات حالة من الهلع، بفعل الاتصالات الكثيفة التي تلقاها المواطنون في مناطق مختلفة، تنذرهم بضرورة الإخلاء لأن المبنى سيتعرض للاستهداف الإسرائيلي. المصدر :ناديا الحلاق - الجريدة |