استكمل تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني بالتعاون مع السفارة الصينية في لبنان تنفيذ مبادرة واسعة لدعم النازحين من خلال تقديم أدوات متعلقة بالجانب الصحّي. تضمّنت المبادرة مجموعة من الأطراف المعنية بالنزوح، وشملت محافظة عكار ومنطقة صيدا وضواحيها إضافة إلى مجموعة من البلديات والجمعيات والمنظمات المعنية. وقال رئيس تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني علي العبد الله إن المبادرة التي تم تنفيذها تأتي لتعبّر عن الالتزام بدعم النازحين من خلال التعاون مع السفارة الصينية، مضيفا: "النازحون هم أهلنا وصمودهم هو صمود لكل لبنان".
السفارة الصينية من جهتها أكدت على أهمية توفير الدعم للنازحين، معتبرة أن لبنان الذي يخوض مرحلة خطيرة حافلة بالتحديات على المستوى الانساني، سيتمكن من تخطّي المصاعب والنهوض، خصوصا بظل التضامن الوطني والدولي المستمرين.
من جانبه قال محافظ عكار عماد اللبكي إن خطوة رئيس تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني علي العبد الله بالتعاون مع السفارة الصينية "تشكل حافزا إضافيا لنا جميعا للمضي قدما بجهودنا لدعم النازحين في منطقة عكار". وأضاف: "لقد أجريت اجتماعا شمل إدارة غرفة الكوارث في عكار في سراي حلبا الحكومي، وشارك فيه ممثّلون عن وزارة الشؤون الاجتماعيّة والصليب الأحمر وتجمّع الوكالات الأمميّة وبرامج الأمم المتّحدة العاملة في لبنان إضافة إلى منسّقي عدد من الجمعيّات المحليّة. وفي الاجتماع أجرينا تقييما شاملا وناقشنا أبرز التحديات التي تواجهنا. وأؤكد أننا لن نتردد في بذل كل الجهود الضرورية لدعم النازحين سواءا في مراكز الإيواء أو في خارجها، لكننا اليوم أمام تحد كبير يتمثل في توفير الكهرباء والمحروقات لتأمين التدفئة خلال فضل الشتاء. من جديد أوجّه التحية لكل الداعمين، وأدعو كل الراغبين بتقديم الدعم إلى إيلاء عكار الاهتمام لأن الحاجات كبيرة جدا".
أما رئيس بلدية صيدا الدكتور حازم بديع فقال إثر لقاء جمعه بالعبد الله: "وطننا يتعرّض لحرب همجية، وأهلنا الذين نزحوا من بيوتهم يحتاجون إلى دعمنا في كل المجالات. لقد تجاوبنا بشكل سريع مع مجموعة موجات من النزوح من مختلف مناطق الجنوب، وتمكنّا من تخطّي عدد كبير من التحديات لأن حجم النزوح الذي حصل بوقت قصير جدا يفوق قدرات أي مؤسسة رسمية في لبنان. لكن غرفة عمليات خلية إدارة مخاطر الكوارث والأزمات في بلدية صيدا تمكنت من إنجاز المستحيل لكي تضمن توفير كل مستلزمات الصمود لأهلنا النازحين. وأودّ التشديد في هذا المجال، على أن بلدية صيدا تحتاج إلى دعم لمواصلة القيام بدورها، إذ إن صيدا تستقبل اليوم أكثر من 12 ألف نازح في أكثر من 22 مركز إيواء فضلا عن استقبال الأهالي لعدد كبير من النازحين سواءا في منازلهم أو في بيوت خاصة ومستأجرة. وهناك عدد آخر من النازحين الذين ربما لم يتم تسجيلهم بعد في صيدا ومحيطها، ونحن نعمل ليلا ونهارا لاستكمال التسجيل ومساعدة الجميع بالتعاون مع المحافظة والبلديات والمنظمات والجمعيات".
وأضاف: "اوجّه التحية إلى علي العبد الله والسفارة الصينية، إن مبادرتهم تشكل خطوة ضرورية، كما أتوجه بالشكر إلى كل الجمعيات الأهلية والمنظمات الناشطة في المدينة والتي تقوم بدور كبير، خصوصا على مستوى مراكز الإيواء وتأمين المستلزمات الضرورية في كل المجالات. ومع بدء فصل الأمطار وانخفاض درجات الحرارة، ثمة جهود كبيرة مطلوبة، ونتوقع ارتفاعا كبيرا في حاجات النازحين على كل الأصعدة، ولهذا نحن نرحّب بكل الجهات الداعمة، فالنزوح يفوق القدرات لكننا مصمّمون على القيام بدورنا مهما بلغت الصعوبات".
الجدير بالذكر أن المبادرة شملت في صيدا وضواحيها بلدية صيدا، بلدية حارة صيدا، بلدية مجدليون،
وبلدية البرامية، إضافة إلى مؤسسة معروف سعد الثقافية الاجتماعية الخيرية، مؤسسة نزيه البزري، جمعية النجدة الشعبية اللبنانية، جمعية "أهلنا"، جمعية "ألفة"، جمعية التنمية للإنسان والبيئة ومؤسسة التضامن الشعبي للخدمات الصحية (مستوصف الشهيد رشيد بروم).
أما في عكار فشملت المبادرة خلية ادارة الكوارث والأزمات في محافظة عكار وعدد من البلديات، إضافة إلى جمعية النجدة الشعبية اللبنانية في حلبا، صندوق الزكاة، خلية الأزمة في رحبة، دار الأيتام الإسلامية، منظمة عكار الحياة من أجل تنمية مستدامة، جمعية إنماء قرى عكار، جمعية اتحاد شباب عكار والهيئة اللبنانية للعمل في عكار.