الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024 07:32 ص |
نتنياهو يسنّ قانوناً يمنعُ التحقيق في 7 أكتوبر |
* جنوبيات يشبه وضع نتنياهو اليوم وضع المؤرّخ اليهودي الإسرائيلي زئيف آرليخ الذي قرّر أنها لحظة مؤاتية له ليصل إلى بلدة «شمع» وإلى مقام النبي شمعون الصفا تحديداً، باحثاً عن آثارٍ ما، عن حجر، وربما عن نبتة يستطيع من خلالها دعم نظرياته بيهودية الأرض اللبنانية التي يحارب فيها جيشه باحثاً عن نصر.
لا نتنياهو سيعود منتصراً، بسبب المقاومة التي لا تزال كامنة له خلف كل نسمة هواء مُكبّدةً جيشه الموت والجراح، ولا آرليخ الحزين الذي ما أن أخذ صورة تذكارية حتى قُتِل. وكما ضاعت أوهامه في لحظة، ستضيع أوهام نتنياهو في لحظة ويقبل وقف النار.
وبمجرّد الإطلاع على خريطة الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة عبر «غوغل»، تكتشف أن دخول الجيش الإسرائيلي من خلف قرية دير ميماس (المسيحية التي لا تقاتل فيها المقاومة) أملاً في الوصول إلى الخردلي (والليطاني هناك إسمه الخردلي) دونه وديان محروسة ومضبوطة عسكريا من المقاومة وهناك استحالة ميدانية لبلوغ النهر عبرها. لكنها جغرافياً تُعَد الأقرب إلى أقصى حدود إسرائيل الشمالية - الشرقية.
الأسبوعان اللذان طلبهما نتنياهو عسى أن يُبدّل موازين الميدان في الجنوب، هما بالضبط اللذان طلبهما رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت في عدوان تموز 2006، وجاءت فوراً وزيرة خارجية الولايات المتحدة إلى لبنان لتقول للقيادات اللبنانية من 14 آذار في اجتماع السفارة الأميركية إن أولمرت يريد أسبوعين إضافيّين لإنهاء المقاومة فانتظروا. وكما كانت النتيجة مع كوندوليزا ستكون النتيجة مع هوكشتاين: وقف إطلاق النار بناء على حاجة إسرائيل الفورية له. فالمؤرّخ آرليخ لم يكفِه أن شعبه التلمودي حفر تحت المسجد الأقصى بالذات، كما حفر في مئات المواقع الفلسطينية علّه يحظى بكَسرة حجر تدلّ على يهودية الأرض فباء بالفشل، فجاء إلى قرية «شمع» الجنوبية للهدف ذاته.
وراح فيها ونتنياهو لم يقتنع أن أرض الجنوب التي هزمَته في 2000 بانسحاب مُذِل، وفي 2006 بهزيمة أقرّتها لجنة ڤينوغراد، تستطيع أن تهزمه مجدّداً، فلجأ إلى الأمل والحديد والتدمير فوق التدمير، متوقعاً أن المشهد سيكون لصالحه هذه المرّة. المصدر :اللواء |