الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024 16:39 م

المعركة الوهمية...


* جنوبيات

تتهادى الذكريات الى مخيلتنا وتعبأ بها نفخة العبير، ومن ثم تطوى الذكريات الأليمة وتطفوا على السفوح تلك الأخاذة والتي تملأ الدنيا فرح وسرور، هذه هي حياتنا عبارة عن ذخائر ذكريات واحلام، نأخذ حلو الذكريات ونصبو لتحقيق الأحلام، فمن منا لم يتعلم جلّ الدروس التعليمية، حياتنا لا تأتي وفق مقاييسنا انما بتدبير من الخالق عز وجلّ وبحكمة لا أحد يعلمها، نسير وفق خطى مدروسة بدقة متناهية فنحن نطمح للوصول الى العلى ونبتعد عن كل ما يكدّر صفو حياتنا، فالتفكير المعمق والرؤى الصائبة مبتغانا ولا نلقى سوى نتائج اعمالنا.
هنا نتساءل هل نحن مستيقظون روحياً نرى ما يجب علينا رؤيته؟ هل نستخدم طاقة عقولنا كما يجب؟ أنستثمر طاقاتنا الإيجابية القصوى بما هو لصالح حياتنا؟ متى نشعر بأن لنا بصمة علينا ان نتركها في الحياة؟ من منا لا يمكنه سوى التطلع الى المستقبل بعين متفائلة؟ هل نصبر كما صبر النبي أيوب على مرضه الذي دام  18 سنة وكان صابرا صبرا جميلا؟ متى ندرك اننا لن ننال المطالب بالأماني انما بالعمل الدؤوب والصبر؟
في الحقيقة نحيا ونشاهد بأم أعيننا ما يدور من حولنا من اعمال اجرامية وحروب ودمار وقتل، نراقب الأحداث ونرجو الخلاص، نرنو الى الحلول التي تصل بنا الى السلام، الأحداث من حولنا ترمي بنا الى النظر شزرا الى العدو، فالرمح غالي والفريسة ذبابة، والمعركة وهمية وليست  بحقيقية، لكن متى يدرك العدو بأنه لا قيمة له ولا اهمية لوجوده وخططه المدمرة؟  
فمن منا لا يدرك تفاهة العدو والألاعيب السياسية التي يتبعونها، انهم ضعفاء لا يعلمون أن  قوة الإيمان لدى الطرف الآخر هي التي تأخذهم  نحو النصرالمؤكد، فالإيمان والإعداد والتسلح هم القوة الحقيقية لأي حرب قد يخوضها الإنسان سواء ضد نفسه او ضد عدو تافه. أخيراً يقول تشيغيفارا : "قد يكون من السهل نقل الإنسان من وطنه ولكن من الصعب نقل وطنه منه".

المصدر :جنوبيات