![]() |
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024 11:13 ص |
الأرض في طريقها لتصبح «كوكباً غير صالح للعيش» |
* جنوبيات
يمثّل تغيّر المناخ واحدا من أخطر التحديات التي تواجه البشرية وكوكب الأرض في العصر الحالي، إذ لا ترتبط التأثيرات الناجمة عن التغيّر المناخي فقط بالبيئة، بل تؤثر بشكل مباشر على الحياة البشرية والصحة العامة.
تحديات صحيّة تهدد كوكبنا ويحذر التقرير من التأثيرات المناخية الشديدة، التي قد تجعل من كوكب الأرض كوكبا غير صالح للسكن، حيث يعتبر تغيّر المناخ مسؤولا بالفعل عن 37% من الوفيات المرتبطة بالحرارة على مستوى العالم خلال الفترة الزمنية من عام 1991 إلى 2018، ومن المرجح بحسب العلماء أن يتفاقم هذا العبء بسبب موجات الحر الأخيرة منذ عام 2022 والتي تخطت فيها درجات الحرارة معدلاتها القياسية. وتشهد بعض المناطق، مثل المناطق الجبلية، موجات حر جديدة، مع عواقب وخيمة على سكانها، ويؤدي الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة إلى تعريض المزيد من الناس للإجهاد الحراري، كما يؤثر التعرض للحرارة المفرطة على الصحة الإنجابية للنساء ويؤدي إلى نتائج سلبية مثل الولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة وولادة جنين ميت، وانخفاض إنتاج الحيوانات المنويّة عند الذكور. ومن المرجح أن تزداد الأمراض المعدية بسبب تغير المناخ، وخاصة الأمراض المنقولة بالمياه والحشرات، كما يتضح من زيادة حالات الإسهال لدى الأطفال الذي يُلاحَظ في بعض المناطق أثناء الأحداث الجوية المتطرفة. وبالإضافة إلى ذلك يمكن أن تؤثر التغيرات المرتبطة بدرجات الحرارة في زيادة نشاط فاشيات الأمراض المعدية على نطاق واسع من خلال مسارات متتالية تشمل أحداث الطقس والمناخ، وحركة السكان، وتغيرات استخدام الأراضي، والتجارة العالمية وغيرها من العوامل الدافعة.
كارثة المناخ هي الواقع الجديد
ويشير التقرير الذي صدر عن المنظمة في اليوم الأول من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 29)، التي انتهت أعمالها قبل أيام في مدينة باكو عاصمة أذربيجان، إلى أن الانبعاثات العالمية المرصودة من غازات الاحتباس الحراري قد وصلت إلى مستويات قياسية العام الماضي، مع زيادة معدلات ارتفاع درجة حرارة المحيطات بشكل كبير خلال العقدين الماضيين، ومن المتوقع أن تستمر درجة حرارة المحيطات في الارتفاع بشكل لا رجعة فيه على نطاقات زمنية تتراوح بين مئات وآلاف السنين.
تزداد حدة آثار تغير المناخ وتسبب الضرر الأكبر للفئات الأشد فقرا في جميع أنحاء العالم، وتدفع الدول الفقيرة والنامية الفاتورة الأكبر حيث تعد الأكثر تضررا لعدم قدرتها على تمويل النفقات الكبيرة للتكيف مع آثار التغير المناخي وعدم قدرتها على امتلاك التقنيات اللازمة للانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة والاستغناء عن مصادر الوقود الأحفوري الأقل تكلفة، وهو ما تطالب به وفود هذه الدول في مؤتمرات المناخ السنوية بضرورة سد الفجوة بين الاحتياجات والتدفقات في تمويل التكيف، وتعزيز قدراتها من خلال نقل التكنولوجيا لتحسين فعالية تدابير التكيف.
المصدر :جنوبيات |