الأربعاء 4 كانون الأول 2024 07:32 ص

لا تتركونا فريسة لمتحدث


* جنوبيات

خلال مراجعتي خطابات سابقة لأمين عام حزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله، توقفني خطاب كان بعد عدوان تموز عام 2006، يتحدث فيه عن اتفاق وقف اطلاق النار الذي أُبرم حينها وعن الخروقات الإسرائيلية اليومية التي كان يرتكبها جيش الاحتلال، حينها ظهر «الصادق الأمين» على المنبر وشرح لنا هذه الخروقات، وتحدث عن ضرورة انتشار الجيش اللبناني على الخطوط الامامية ولكن بسلاح وقرار سياسي لمواجهة إسرائيل من دون ان يتحول الى عدَّاد للخروقات الإسرائيلية، وحينها توعد الإسرائيلي انه اذا استمر بهذه الخروقات سوف يندم، توقفت عند هذا الخطاب كثيرا واعدته اكثر من مرة، وكأنني اريد اسقاطه على ما يجري اليوم من احداث مشابهة، ولكن بغياب من كان يوجهنا حينها، وكلامه يطمئن قلوبنا.
اليوم نفتقد هذه الطمأنينة، ونحن هنا لا نقلل من قيمة او مقام أحد، ولكن نحن البيئة التي قدمت الغالي والنفيس ولم تبخل على هذه المقاومة بفلذات اكبادها، ولا حتى بمنازلها وجنى عمرها صمدنا اكثر من 60 يوما ان يُطل علينا من يرشدنا، لا ان تتركونا فريسة لتهديدات متحدث باسم جيش بات يعرف أسماء شوارعنا الضيقة اكثر منا، حتى انه بات يوجهنا ويدعونا لمغادرة المنطقة التي سيقصفها، وكأنه يتحكم بنا عن بُعد، لا يُترك أهلنا لمصيرهم في القرى الحدودية التي عادوا اليها مع بزوغ فجر الإعلان عن وقف اطلاق النار، من دون ان يشرح لهم احد من الدولة اللبنانية آلية العودة، وأي القرى المسموح فيها التحرك بسهولة قبل انتشار الجيش اللبناني.

المصدر :جريدة اللواء - زينة أرزوني