الأربعاء 4 كانون الأول 2024 12:25 م |
الجنوب: معركة تثبيت المعادلات مستمرّة |
* جنوبيات لليوم السابِع على اتفاق وقف الأعمال العدائية، واصلَ العدو الإسرائيلي خروقاته في جنوب لبنان، متجاهلاً التحذيرات الأميركية والفرنسية والبريطانية من تداعيات انتهاك الاتفاق، خصوصاً بعدَ الردّ الأولي والتحذيري للمقاومة أولَ أمس في مزارع شبعا. وهو ما دفع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إلى الطلب من وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي دون ديرمر «الخروج ببيان علني مفاده أن إسرائيل تحترم وقف إطلاق النار ولن تنسحب منه»، وفق القناة 13 العبرية، مشيرة إلى أن المسؤولين الإسرائيليين «أكّدوا للحكومة الأميركية التزام وقف إطلاق النار. وقال رئيس الوزراء نتنياهو هذا بصوته في جلسة مجلس الوزراء اليوم (أمس)». وفيما أكّد الموفد الأميركي عاموس هوكشتين أن «استمرار وقف إطلاق النار يحتاج إلى ضبط النفس من كل الأطراف»، أبلغ وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر بـ«ضرورة التزام جميع الأطراف بالاتفاق».
واشنطن وباريس تطلبان من إسرائيل التزام التهدئة،
من جهة أخرى، أكّد نتنياهو «أننا في حالة وقف إطلاق نار وليس نهاية الحرب»، لافتاً إلى «أننا ننفذ وقف إطلاق النار في لبنان بقبضة من حديد ونتحرك ضد أي انتهاك سواء كان بسيطاً أو جسيماً»، في ما يبدو إصراراً من كيان العدو على إكمال العمليات الحربية من جانب واحد، لتكريس مبدأ «حرية الحركة» باستهداف المقاومة في أي مكان تحسّباً من عدم قدرة لجنة الإشراف الدولية على القرار والجيش اللبناني على تنفيذ المهمة المُوكلة إليهما، خصوصاً في ما يتعلّق بتفكيك أي وجود عسكري لحزب الله أو معاودة تسليحه وترميم بنيته العسكرية. وتعكس الخروقات الإسرائيلية شعوراً لدى نتنياهو بأنه لم يحقّق أياً من الأهداف الاستراتيجية، إذ لم يؤدّ اغتيال الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله وقادة الحزب وضرب جزء من القدرات العسكرية إلى انهيار الجسم العسكري. لذلك، تحوّل تعاطيه مع الوضع في الجنوب إلى استعراض أمام الداخل الإسرائيلي للقول بأن يده هي العليا، فوق القنوات الدبلوماسية والقرارات الدولية. وقد دفع استمرار الخروقات المقاومة إلى توجيه رسالة حازمة أكّدت فيها أن الخرق بالخرق وأنها لن تقبل بفرض معادلة إسرائيلية في الجنوب وهي جاهزة لكسر مثل هذه المعادلة، ما يضرب سردية الانتصار التي بنى نتنياهو خطابه بعد الحرب عليها.
وفيما حثّ وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس خلال زيارة للحدود الشمالية الحكومة اللبنانية على «تفويض الجيش اللبناني للقيام بدوره، وإبعاد حزب الله عن الليطاني وتفكيك بنيته التحتية بالكامل»، كانت مُسيّرة إسرائيلية تستهدف جرافة للجيش أثناء تنفيذها أعمال تحصين في منطقة حوش السيد علي في الهرمل، ما أدى إلى إصابة أحد العسكريين بجروح. فيما تقدّمت دبابة «ميركافا» إلى طريق عام برج الملوك في الجنوب على بعد حوالي مئة متر من حاجز ظرفي استحدثه الجيش. المصدر : جنوبيات |