الخميس 5 كانون الأول 2024 08:38 ص |
مساع مكثفة قبل جلسة 9 كانون الثاني.. فرنجية لن ينسحب وجنبلاط إلى معراب |
* جنوبيات عكست معالم الحركة السياسية في كواليس المسار الرئاسي تصاعداً كبيراً لحمى الاتصالات، والتي بدا العامل الأكثر إثارة للانشداد فيها هو السعي المتعدد الاتجاهات إلى انطلاق مسار مشاورات حتى بين القوى المتعارضة والمتخاصمة سعياً إلى تقارب في طرح أسماء مرشحين "توافقيين" ينتخب أحدهم بأكثرية كبيرة وإلا الاتفاق على أن تكون الجلسة حاسمة بحيث تتحول إلى جلسة بدورات مفتوحة ولو أدت إلى انتخاب رئيس بالأكثرية العادية. وكتبت" النهار": وترصد الأوساط السياسية والديبلوماسية ما تردّد عن "فاتحة" هذه الحمى بلقاء بين وفد من نواب "كتلة الجمهورية القوية" ورئيس مجلس النواب نبيه بري بالتوازي مع لقاء متوقع بين رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، إذ أن من شأن هذه التحركات أن تنقل المسار السياسي المأزوم إلى نقلة جديدة تطل على مرحلة ما بعد الحرب والاستعداد للجلسة الانتخابية. ومع ذلك، فإن المطلعين على معالم الاطلالة على مرحلة تقريرية وحاسمة للاستحقاق الرئاسي بعد طول تعطيل لانتخاب الرئيس يلفتون إلى تعقيدات كبيرة تقف دون الافراط في التفاؤل أو اطلاق توقعات استباقية، إذ أن حسابات ما بعد الحرب تداخلت بقوة مع ملف طرح أسماء المرشحين الجديين وربما تكون الأمور أمام خلط واسع جداً للاوراق والأسماء خصوصاً بعدما ثبت أن الدول المعنية برعاية اتفاق وقف النار كما الدول المعنية بالوضع اللبناني بدأت تتداول بجدية حاسمة أسماء مرشحين وتجري استقصاءات حيالهم تمهيداً لبلورة مواقفها الوشيكة من الاستحقاق. ولذا أثارت تصريحات جديدة لمستشار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للشؤون العربية والشرق الأوسط مسعد بولس حول الانتخابات الرئاسية تساؤلات إضافية حيال عدم جزمه بالانتخاب في جلسة 9 كانون الثاني إذ قال في حديث لمجلة "لوبوان" الفرنسية: "أعتقد أن لديهم الوقت. في 9 كانون الثاني سيكون قد مر عامان وشهران على شغور منصب الرئاسة. برأيي، يمكن للبنانيين الانتظار شهرين أو ثلاثة إضافيين لإنجاز الأمور بشكل صحيح وفي إطار اتفاق شامل. لا يجب التسرع لانتخاب أي شخص بشكل عشوائي. يجب الحرص على ضمان مشاركة الأغلبية المطلقة لممثلي الشعب اللبناني، وليس الاكتفاء بانتخاب رئيس بأغلبية 65 صوتًا فقط". كما شدّد على "تحديد رؤية واضحة بشأن تشكيل الحكومة، ومعرفة من سيرأسها، وما هي الأحزاب التي ستكون ممثلة فيها، وما هو برنامجها لإعادة الهيكلة، خصوصاً على الصعيدين الاقتصادي والمالي. وأخيرًا، يجب ضمان تمثيل المعارضة، التي تشكل اليوم نحو نصف البرلمان، بشكل جيد". بضرورة انتخاب رئيس تحسّباً للفترة المقبلة مع بدء حقبة دونالد ترامب الذي قد تشهد المنطقة في عهده تحولات كبيرة، وبالتالي ما هو متاح اليوم قد لا يكون متاحاً غداً". وتقدّر المصادر المتاح اليوم بالموقف السياسي الذي تبدّل بعد الحرب، إذ إن "الجميع أو الغالبية يشعرون بخطر حقيقي داخلي وخارجي متعلق بالانقسام السياسي، واستمرار الخطر الإسرائيلي جنوباً والخطر الذي استجدّ شمالاً من سوريا"، وهذا ما "دفع هذه الجهات إلى عادة النظر في مقاربتها للملف وقد تجد نفسها مضطرة إلى تقديم تنازلات والتراجع عن أسماء دعمت ترشيحها سابقاً". وفي هذا السياق، علم أن هناك حراكاً جدياً سعياً للاتفاق على شخصية توافقية لأن الظروف لا تسمح بانتخاب رئيس ينتمي إلى طرف بعينه. ويدخل في هذا الإطار الحراك الذي يقوم به رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على القيادات السياسية والمرجعيات الروحية، فيما كشفت مصادر بارزة أن النائب السابق وليد جنبلاط يستعد للقيام بجولة مشابهة، وأنه سيزور معراب للقاء رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع للبحث عن اسم توافقي.لكن على ما يبدو من المداولات، فإن مهمة الاتفاق تبدو شاقة، حتى ضمن فريق المعارضة الذي لم يتفاهم حول اسم معيّن، وهو سيُبقي اجتماعاته مفتوحة، وفقَ ما اتفقت عليه قوى هذا الفريق في اجتماع معراب أولَ أمس. لكن ماذا عن الفريق الآخر، وهل تخلّى عن دعم ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية؟ هذا الدعم، بحسب ما تؤكد المعلومات، "لا يزال قائماً وسيبقى إلى حين التوصّل إلى اتفاق على اسم تسووي، وفي حال لم تفض المشاورات في الأسابيع الفاصلة عن موعد الجلسة إلى نتيجة، سينزل الفريق الداعم لفرنجية إلى المجلس ويصوّت له ضمن تنافس ديمقراطي على أن لا تقفل جلسة الانتخاب الأولى، ويصار بعدها إلى عقد عدة دورات متتالية، حتى انتخاب رئيس"، علماً أن فرنجية هو المرشح الذي يحظى حتى الآن بأكبر كتلة من الأصوات (51 صوتاً) قد تزيد لكنها حتماً لن تنقص.
ويبدو لافتاً تعمّد الجميع الحديث عن جلسة الانتخاب باعتبارها الموعد الفصل، كقول نائب رئيس مجلس النواب، الياس بو صعب، بعد لقائه الرئيس بري أمس، إن "جلسة انتخاب رئيس الجمهورية قائمة بتاريخها في 9 كانون الثاني المقبل، والجلسة ستظل قائمة حتى خروج الدخان الأبيض وانتخاب رئيس"، بما يوحي وكأنّ هناك ضغطاً خارجياً للقيام بالخطوة.
مع ذلك، لم تخلُ الساحة من المشكّكين الذين اعتبروا أن دعوة بري لجلسة انتخاب "كانت لهدف ما، وخصوصاً دعوة السفراء لحضورها، فبري تقصّد ذلك لإحراج الجميع والقول إنه كرئيس للمجلس يقوم بما يتوجب عليه لكنّ الكتل السياسية لا تفعل ما هو مطلوب منها». ويقول هؤلاء إن "هناك صعوبة في الانتخاب، فحتى اللحظة لم يضمن أيّ من المرشحين 65 صوتاً، وميزان القوى في مجلس النواب لم يتغير، ما يعني أن الأمور لا تزال على ما كانت عليه"، بينما "الجو الخارجي لا يبدو داعماً لانتخاب رئيس". وكشفت المصادر أن "الموقف الأميركي وهو الأساسي، يحمل إشارات متناقضة، حيث نُقِل عن مسؤولين في السفارة الأميركية في بيروت تأكيدهم أن إدارة بلادهم تدعم انتخاباً فورياً"، وهو ما يتناقض مع ما يكرره مستشار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط مسعد بولس، الذي قال في حديث إلى صحيفة "لوبوان" الفرنسية إنه "يجب ألا نتسرع في انتخاب أحد مهما كانت الطريقة"، معتبراً أنه "بإمكان اللبنانيين الانتظار شهرين أو ثلاثة أشهر أخرى لتصحيح الأمور، في إطار اتفاق دولي شامل، يتضمن الإصلاحات اللازمة لإعادة بناء البلاد ومؤسساتها". وحين سئل "جماعة السفارة" عن تصريحات بولس، قالوا إن "لا أجواء وصلتنا من هذا القبيل". وقالت مصادر نيابية لـ"اللواء" أن إعلان الثنائي الشيعي عن مواصلة الحديث عن دعم ترشيح النائب السابق سليمان فرنجية أمر طبيعي، وقالت إن ما يسرب من الأجواء يفيد ان اللقاءات النيابية المكثفة قد تصل إلى طرح أسماء توافقية في المراحل المتقدمة إنما حتى الآن ما من تفاهم بين غالبية الكتل النيابية قيد الإنجاز، مؤكدة أن كلام مستشار الرئيس ترامب مسعد بولس يوحي أن الإستحقاق الرئاسي يحتاج إلى توليفة محكمة كي يحصل. وكتبت" الديار": تخوفت قيادات لبنانية سياسية وعسكرية من المتغيرات القريبة من الحدود اللبنانية اذا تمكن المسلحون من الوصول إلى جرود عرسال والمناطق المتاخمة للبيئة الشيعية، وهذا ما تريده اسرائيل من خلال العودة الى تاجيج الصراعات المذهبية التي سقطت جراء وحدة الساحات بين حزب الله وحماس. ويدعو قيادي بارز الى قراءة التطورات السورية بدقة بالغة، وضرورة تحصين الساحة الداخلية والتعالي عن الحساسيات، وانتخاب رئيس للجمهورية في 9 كانون الثاني تحت سقف معادلة لا غالب ولا مغلوب، على ان تشمل الحلول رئاسة الحكومة التي باتت محسومة للرئيس نجيب ميقاتي الذي نجح في أصعب ظرف عاشه لبنان وتشكيلها سريعا، وكما قال النائب فيصل كرامي "لا يمكن ان يستقر لبنان، وسوريا تعيش ظروفا صعبة". ويعول القيادي البارز على تحركات الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في ظل خطوطه المفتوحة مع الجميع وقدرته على الوصول الى توافق على المرحلة المقبلة وانضاج الظروف لانتخاب الرئيس من خلال التنسيق مع الرئيس بري وعلاقاته الجيدة مع الدكتور سمير جعجع وجبران باسيل وسامي الجميل والتغييريين لتقريب المسافات وانتخاب رئيس بصناعة لبنانية دون عزل لاي طرف، وفي الوقت نفسه عدم استفزاز الخارج، وهذا يتطلب تنازلا متبادلا من الجميع، علما ان الرئيس القادم سيكون من بين الاسماء المتداولة، لكن الصورة الداخلية ما زالت ضبابية جدا في ظل الموقف الأميركي.
ويضيف القيادي البارز، ان الاطراف الأساسية ما زالت تحاذر الدخول في لعبة الاسماء وكشف أوراقها المستورة بانتظار الخارج. ويؤكد، ان لعبة التسريبات ليست الا محاولات لحرق الاسماء وهذه اللعبة يمارسها الجميع حاليا، وتحديدا القوى المسيحية في ظل حرص كل قيادي مسيحي ان يكون "صانع الرئيس". المصدر :الصحف |