الخميس 5 كانون الأول 2024 21:22 م

"العصائب الحمراء" و"النمر" كلمتا السر في معركة حماة السورية!


* جنوبيات

بموازاة المعارك المحتدمة الجارية على الأرض منذ أيام بين قوات المعارضة السورية والجيش السوري والفصائل الموالية له، كثر الحديث عن قوات "العصائب الحمراء" و"قوات النمر" ككلمتي سر في حسم المواجهة بين طرفي الصراع خاصة في مدينة حماة الإستراتيجية وسط سوريا.

وتستمر المعارضة السورية في هجومها المفاجئ وغير المسبوق في شمال غرب البلاد، حيث حققت خلال أسبوع تقدما كبيرا أكسبها معظم مدينة حلب، ثاني أكبر مدن البلاد وعاصمتها الاقتصادية، واستكملت السيطرة على محافظة إدلب المجاورة، كما توغلت في حماة وسيطرت على مناطق ومدن مهمة في محيطها قبل أن تستكمل السيطرة على أحياء المدينة اليوم الخميس.

وكانت المعارضة المسلحة أعلنت الأسبوع الماضي بدء ما سمتها "معركة ردع العدوان"، وقال حسن عبد الغني الناطق باسم غرفة عمليات الفتح المبين -التي تشمل هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير وفصائل أخرى- إن الهدف من العملية توجيه "ضربة استباقية" لحشود الجيش السوري التي تهدد المواقع التي تسيطر عليها المعارضة.

وخلال اليومين الماضيين، تركزت المعارك في محيط مدينة حماة وعلى أطرافها، مع اشتباكات ضارية بين القوات المهاجمة والجيش السوري الذي حاول صد التقدم بعد استحضار تعزيزات من باقي المناطق السورية وتجميع قواته المنسحبة من حلب على مشارفها، إلا أن فصائل المعارضة تمكنت ظهر اليوم من اقتحام المدينة والسيطرة على أحيائها.

وبرز خلال معارك حماة اسمان هما قوات "العصائب الحمراء" و"قوات النمر" لتتصدرا المشهد وليتبادل طرفا الصراع تداول الروايات والأنباء عن "انتصاراتهما" فمن هي تلك القوات:

العصائب الحمراء

هي قوات النخبة لدى هيئة تحرير الشام وقوامها المئات من عناصرها الذين يطلق عليهم اسم "الانغماسيين" وتعد القوة الضاربة التي تقتحم في المعارك الكبيرة، وليس في قاموسها كلمة الانسحاب، وفق ما تداول قياديون تابعون لغرفة الفتح المبين ونشطاء سوريون.

ويميز هذا التشكيل تدريب عال لمقاتليه وزي عسكري موحد يرتدونه إضافة إلى عصائب حمراء على رؤوسهم، وظهر هؤلاء المقاتلون لأول مرة خلال السنوات الماضية في مقاطع فيديو أصدرتها هيئة تحرير الشام تصور عمليات خاصة واقتحامات ضد الجيش السوري.

وتفيد المعلومات المتوفرة إلى أن هيئة تحرير الشام أسست هذه القوة عام 2018، وأسندت إليها عددا من المهام خلف خطوط العدو.

وتشير حسابات داعمة لهجوم المعارضة السورية على حماة إلى أن تشكيل العصائب الحمراء هو من قاد المعارك مع كتائب المسيرات شاهين باتجاه اقتحام المدينة ويعود الفضل لها في عمل اختراقات في تحصينات الجيش السوري.

وتتداول منصات التواصل -منذ أمس الأربعاء- أنباء عن عملية نوعية نفذها مقاتلو الجماعة على محور خطاب شمال مدينة حماة كبدت الجيش السوري 50 قتيلا وهو ما أكده الناطق باسم غرفة عمليات الفتح المبين حسن عبد الغني في منشور على حسابه على منصة إكس.

قوات النمر

على الطرف المقابل، يتداول المؤيدون للرئيس السوري بشار الأسد أنباء عما يعرف "بقوات النمر" التي تنتمي للقوات الخاصة في الجيش السوري، ويقودها اللواء سهيل الحسن ويوصف برجل بشار الأسد المفضل وهو مدعوم من روسيا حيث كان الضابط الوحيد الذي رافق الأسد حين التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قاعدة حميميم الجوية نهاية عام 2017، وكان مرتديا بزة عسكرية تابعة للقيادات العسكرية الروسية.

ومع ما وصف بحالة الانهيار التي شهدها الجيش السوري خلال هجوم المعارضة وخاصة في حلب حيث خسرت خلال ساعات معظم مساحة المدينة ومطارها المدني و4 مطارات عسكرية، وزحف مقاتلي المعارضة باتجاه حماة، انتشرت على مواقع التواصل الداعمة للنظام أنباء عن وصول سهيل الحسن الملقب "بالنمر" إلى محيط حماة لصد الهجوم باتجاه المدينة.

وحرصت منصات إعلامية تابعة للحكومة السورية على نشر ما قالت إنها صور "للنمر" لدى وصوله إلى مشارف حماة، وذلك لرفع معنويات الجنود والمؤيدين.

وظهر سهيل الحسن في أحدث صور له قبل يومين وعلى يده اليسرى ضمادة، وذلك بعد إعلان غرفة عمليات "ردع العدوان" أنها استهدفته بمسيرة من طراز "شاهين" مع قادة آخرين خلال اجتماع لقادة الجيش السوري على مشارف مدينة حماة، مما أدى إلى إصابته بجروح.

المصدر :الجزيرة