الجمعة 6 كانون الأول 2024 14:39 م

"كبروا الحطبات" واستعدوا للثلج والبرد القارس…هذا ما توقعه خنيصر


* جنوبيات

وصل الينا الشتاء هذا العام بقسوة لم نشهدها منذ ثلاثين عاماً. أنفاس قطبية تهمس في آذاننا، تحمل معها برودة لاذعة تخترق عظامنا. والآتي أعظم… أمطار غزيرة وثلوج قد تصل إلى شواطئنا… فاستعدوا يا عشاق التزلج، فالموعد اقترب. وهل سنشهد ميلاداً أبيض؟

شتاء قارس في انتظارنا؛ هذا ما يتبيّن من المؤشرات الأولية للموسم، حيث يتوقع أن تكون درجات الحرارة أقل من المعتاد، نتيجة النشاط غير المسبوق للقطب الشمالي. فبعد صيف حار في لبنان، ضربنا برد قارس. “هذا التباين يعود إلى غياب التيارات الدافئة عن أوروبا خلال صيف 2023، مما سمح للتيارات القطبية الباردة باختراق أجوائنا”، يشرح الأب ايلي خنيصر، المتخصص بأحوال الطقس في الولايات المتحدة الأميركية، هذه النقطة، مضيفاً: “بسبب انخفاض درجات الحرارة في أوروبا خلال فصل الصيف، امتدت آثار البرد القارس إلى مناطقنا. فقد لوحظ في أواخر أيلول وتشرين الأول نشاط القطب الشمالي الذي اجتاح غرب آسيا وشرق أوروبا. وتأثر لبنان وتركيا بشكل كبير بهذه التغيرات المناخية. فتساقطت الثلوج في تركيا في منتصف تشرين الأول، بينما تعرضت مناطق البقاع اللبنانية إلى صقيع قارس وصلت فيه الحرارة إلى درجة التجمد تحت الصفر في منتصف تشرين الأول، مما أسفر عن خسائر فادحة في المحاصيل الزراعية ولا سيما البطاطا.

فيضانات وأمطار غزيرة

منذ العام 1998، لم نشهد موجة برد شديدة كهذه. وصحيح أنه من المعتاد في لبنان وضع السجاد بعد عيد الاستقلال استعداداً لانخفاض درجات الحرارة، إلّا أنّ البرد تجاوز التوقعات، حتّى على الارتفاعات المنخفضة. وبحسب خنيصر “ستستمر البرودة على هذا النحو مع استمرار وصول الموجات الباردة إلينا من القطب الشمالي من شهر كانون الأول حتى منتصف آذار. لذلك، من الممكن تكرار سيناريو شتاء 2022 حيث شهدنا ست عواصف ثلجية وانخفاضاً حاداً في درجات الحرارة”. ولكن ماذا عن كمية الأمطار؟ يجيب: “شهد المحيط الأطلسي العام الماضي نشاطاً عاصفياً غير مسبوق، حيث سجلت أكثر من 20 عاصفة، ما يشير إلى ارتفاع حرارة مياه المحيط بشكل كبير (32.5 درجة مئوية)، ما يفسر الفيضانات التي شهدها لبنان والأمطار الغزيرة التي أضرت في البنية التحتية، مثل تشقق الطرق وتصدع المنحدرات، فضلاً عن ارتفاع منسوب المياه في الأنهار. ومن المحتمل أن يتكرر هذا السيناريو هذه السنة مع ارتفاع درجة حرارة المحيط الأطلسي إلى 33 درجة مئوية. وبالفعل بدأنا نرى الفيضانات في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، والتي ستصل إلينا تدريجياً، مع عواصف ممطرة عنيفة قصيرة الأمد.

موسم تزلج واعد

أهم ما يشغل بال عشاق التزلج هو معرفة كل ما يتعلق بالموسم الجديد. فماذا عن كمية الثلوج المتوقعة؟ يقول خنيصر: “بلغت سماكة الثلوج (على النفاثات الثلجية) في جبال الأرز والمكمل 7 أمتار. ومع استمرار تدفق التيارات القطبية الباردة على مناطق الشرق الأوسط ولا سيما على لبنان، هناك احتمال كبير يتراوح بين 75 و80 في المئة لتكرار مثل هذه الظروف الجوية خلال الشتاء الحالي. مما يعني أننا نتوقع تساقط ثلوج غزيرة على ارتفاعات منخفضة، وقد تصل إلى المناطق الساحلية ولا سيما الشمالية منها، كما حدث في شتاء 2022، عندما لامس الثلج الشاطئ. أمّا آفاق موسم التزلج فتبدو واعدة. ومع تراكم الثلوج على الجبال المرتفعة فوق 1700 متر، تستعد مراكز التزلج لاستقبال عشاق المغامرات الشتوية بدءاً من 20 كانون الأول. أمّا بالنسبة لطقس عيد الميلاد، فالاحتمالات ما زالت مفتوحة، وتعتمد على الظروف الجوية خلال الأسابيع المقبلة”.

المصدر :جنوبيات