علم موقع "العربي الجديد" أن وفداً إسرائيلياً غلب عليه الطابع الفني، زار العاصمة المصرية القاهرة، مساء أمس الخميس، والتقى مسؤولين في جهاز المخابرات المصرية العامة، للاطلاع على موقف حركة "حماس" في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
زيارة لساعات
ووفقاً لمعلومات "العربي الجديد"، فإن الزيارة الخاطفة استمرت لعدة ساعات، وتم خلالها إطلاع الوفد على ما جاء في المناقشات التي جرت في القاهرة، بين وفد قيادة حركة حماس، والمسؤولين في المخابرات المصرية.
وفي نهاية الاجتماع، تسلم الوفد الإسرائيلي تصوراً كاملاً مكتوباً، تضمن أحدث التطورات التي طرأت على المقترحات الخاصة بالوصول لصفقة تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار في غزة.
وبحسب ما توفر من معلومات، فإن الملف الذي تسلمه الوفد الإسرائيلي سيتم عرضه على المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت) لمناقشته، حيث من المقرر في أعقاب تلك المناقشة أن يتم توجيه وفد جديد للقاهرة خلال أيام لتقديم الرد والملاحظات الإسرائيلية.
وبحسب مصادر مصرية مطلعة على المناقشات، فإن المفاوضات الجارية هذه المرة تأخذ طابعاً جدياً من الأطراف كافة، مرجحة أن المرونة التي أظهرتها حركة حماس، ستساهم بقدر كبير في تحريك المشهد نحو التوصل لحل قبل انتهاء المهلة التي تحدث عنها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
وبحسب المصادر نفسها، فإن اتصالاً جرى بين قيادة حركة حماس، ومسؤول مصري رفيع، أكدت خلاله الحركة أنها غير معنية بتهديدات ترامب بقدر ما يعنيها إنهاء معاناة المواطنين في غزة، وأن هذا التوجه هو الذي دفعها لتقديم كل التسهيلات والمرونة خلال مفاوضات تشكيل لجنة إدارة غزة مع حركة فتح رغم وجود ملاحظات كثيرة عليها.
وأوضحت المصادر أن حركة حماس أكدت خلال مفاوضات اللجنة، أنها ستنحي كل الملاحظات والاعتراضات جانباً، من أجل الوصول لحل سريع ينهي الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
استمرار المجازر
وفي الآونة الأخيرة، عاد الحراك إلى ملف مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة من جديد بعد توقف لأشهر، معززاً بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل ولبنان، وسط آمال من الفلسطينيين بنهاية قريبة للحرب والوصول إلى تفاهم حول تبادل الأسرى.
لكن عودة المفاوضات لا توقف المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، ولا تخفف منها. وأعلن الدفاع المدني في غزة، استشهاد 29 شخصاً على الأقل، وإصابة عشرات آخرين، في شمال القطاع، منذ فجر اليوم، بسبب قصف إسرائيلي متواصل لمحيط مستشفى كمال عدوان.
وكان مدير المستشفى حسام أبو صفية، قد أفاد في وقت سابق اليوم، بتعرض المؤسسة لغارات إسرائيلية عدّة منذ الصباح، أدت إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى.
وقال أبو صفية لصحافيين: "كانت هناك سلسلة من الغارات الجوية على الجانبين الشمالي والغربي من المستشفى، مصحوبة بنيران كثيفة ومباشرة. هناك عدد كبير من الشهداء والجرحى، بينهم 4 شهداء من الكوادر الطبية في المستشفى".
ومن جهته، قال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل، إن "جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحم مستشفى كمال عدوان في شمال القطاع، ويقوم بإفراغه من المرضى ومرافقيهم، ويقتاد عدداً من الفلسطينيين إلى جهة مجهولة بعد اعتقالهم، والدبابات والمدرعات داخل المستشفى وفي محيطه".
وذكّر الدفاع المدني الفلسطيني بأن مدينة بيت لاهيا تشهد عملية عسكرية منذ شهرين، تكثفت في الأيام الأخيرة، مما أجبر آلاف السكان على إخلائها وسط القصف.
واقتحم الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان عدة مرات منذ بدء الحرب، وأعلن المستشفى استشهاد مدير وحدة العناية المركزة أحمد الكحلوت في غارة جوية أواخر تشرين الثاني/نوفمبر.
وارتفعت حصيلة الحرب الإسرائيلية على القطاع، إلى 44 ألفاً و612 شهيداً، و105 آلاف و834 مصاباً، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم.
وأضافت أن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها إلى المستشفيات، 32 شهيداً و95 مصاباً، خلال الـ24 ساعة الماضية".