السبت 7 كانون الأول 2024 12:46 م |
تَوراة نتنياهو.. للتنفيذ الفاشل! |
* جنوبيات
دراسةُ شخصية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذاتية، وتركيبته السياسية والعسكرية، لا تكفي لمعرفتها لا الكتُب التي كتبها بنفسه ودمَغها بالوثائق إظهاراً لعنفوانه « الوطني»، ولا الكتب التي كتبها مؤرخون أو مفكرون عنه. الأنانية أولاً. التحايُل أوّلاً. والغرور أولاً. لا تستطيع تنظيم هذه الصفات الثلاث في شخصيته كونها متداخلة ومتدخّلة في كل قراراته. واستخدام القوّة هو العامل الوحيد الذي يَنظر إليه. القوة المتأتية من جيشه الجرّار، وحضور اليهود في بقاع الأرض، تُضاف إليها محاولات صرف نفوذه في بلاد العالم العربيّ بالترغيب والترهيب معاً. لا يؤمن بالتساوي مع أعدائه الذين يفاخرُ بتفوّقه عليهم بالجبروت، ولا مع «أصدقائه» العرب تحديداً الذين جنحوا إلى السّلْم مع دولته فذاقوا جميع أنواع التجاوزات والارتكابات «المكشوفة» كما في دولة فلسطين التي محاها من الخريطة الواقعية وجعلها أشتاتاً، وكما في دولة الأردن التي يهدّدها في كل مناسبة بقذْف أهل الضفة الغربية الفلسطينيين إليها، وكذلك في دولة مصر التي فرض عليها قيوداً جمّة حين ظهرت «داعش» في مناطق من سيناء، ثم احتلّ معبر فيلادلفيا المصري «لمنع غزّة من إعادة التسلّح». أمّا بقية العرب في الخليج فقد آثروا التطبيع بالتأثير والضغط والحماية الأميركية، والإدارة الأميركية في كل عهودها المعاصرة تساعدهُ وتغطيه وتوقّع له على بياض.. وسَوَاد ما يفعل. يعتقد نتنياهو بسهولةِ تنفيذ الأفكار والشعارات التي يطرحها، ويعتبر كل من يعارضها في داخل إسرائيل وخارجها « مُغفّلاً». وبوصلتُه الوحيدة المُمارَسة هي إرهاب الدولة تحت حماية قانون عام ضروريِّ الوجودِ هو «حق الدفاع عن النفس»، لكنْ تستخدمه إسرائيل لتغطية كل المجازر والإبادات الجماعية المشهودة كمثل ما جرى في الماضي الفلسطيني وما يجري اليوم في غزّة، وما جرى أخيراً في لبنان. وعينُه الوقحة تقف أمام «المساءلة» الإعلامية العالمية فلا تهتز لا من سؤال ولا من استيضاح ولا من اتهام. وحتى ردّه على المحكمة الجنائية الدولية التي اعتبرته مجرم حرب مع وزير دفاعه السابق يوآف غالانت، كان ردّاً ينفش الريش على مَداه، مع أن قراراً كهذا لا يُرَدّ بين الدول. ولا تزال غزة تحت المذابح اليومية بمعدل ساعات قليلة بين المذبحة والأخرى، ونتنياهو لا يشبع دماً ودماراً وعدواناً. وسيخرج من لبنان وتحت جِلْدةِ رأسه ورؤوس جنوده ضربات مقاتلي «حزب الله» على الحدود، مصحوبةً بلَومِ الذات لأنها لم تختلق أعذاراً أكثر وجاهةً لاستدامة الحرب.
وفي شخصية نتنياهو الذاتية دراسة « ميدانية» لكل زعماء إسرائيل من زمن هرتزل إلى زمن إيهود أولمرت مروراً بكل جزّاري نشأة الكيان ورؤساء الحكومات ووزراء الدفاع في الحروب مع العرب، ويحاول أن يبزّهُم في حروبهم ومجازرهم وفي نظرياتهم أيضاً.. بنظريات أبعدَ جغرافياً تتناول منطقة الشرق الأوسط كلّها، وعلى المزاج الخرافي اليهودي. المصدر :اللواء - عبد الغني طليس |