الأحد 8 كانون الأول 2024 08:53 ص

تكاليف إعادة الإعمار.. عبء جديد على الغبيري والضاحية!


* جنوبيات

 

لم تخلُ تصريحات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، خلال الحرب الأخيرة، من تهديدات لسكان منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت، محذرًا من مغبة البقاء في مبانٍ تستهدفها الطائرات الحربية. هذه التهديدات تجسدت على الأرض عبر 50 غارة جوية إسرائيلية أسفرت عن تدمير 50 مبنى كليًا وإلحاق أضرار بالمباني المحيطة.

الغبيري: موقع استراتيجي وتاريخ من الصمود
تقع الغبيري ضمن قضاء بعبدا، وهي تمتد إلى مناطق عدة مثل بئر حسن، والجناح، والأوزاعي، وطريق المطار. خلال الحرب، بقي بعض سكان المنطقة في منازلهم، إلا أن نسبة الإخلاء بلغت 90% في الأيام الأخيرة التي شهدت تصعيدًا كثيفًا في القصف.

ومع بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، عاد حوالي 70% من السكان إلى الأحياء التي لم تتعرض لأضرار جسيمة، محاولين التأقلم مع الأوضاع المأساوية.

تحديات الإعمار: النازحون بين المنازل والملاجئ
رئيس بلدية الغبيري، معن خليل، أكد في حديثه لـ"الأنباء" أن بعض السكان فضلوا العودة إلى منازلهم رغم الأضرار، مفضلين ظروف السكن القاسية على الإقامة في مراكز الإيواء، التي تفتقر للخصوصية والخدمات المناسبة.

وأضاف خليل أن البلدية لم تتلقَ قرارًا رسميًا بشأن آلية التخلص من الردم، موضحًا أن الأعمال تقتصر حاليًا على إزالة الركام لفتح الطرق والمداخل بشكل مؤقت.

جهود التقييم والتعويض
منذ أسبوع، بدأت لجان مشتركة بين البلديات والهيئات الاجتماعية التابعة لـ"حزب الله" بإجراء مسح ميداني للأضرار، على أن يتم تحديث النتائج تبعًا لظروف السكان المغتربين. وأوضح خليل أن الحزب سيتولى التعويضات المباشرة للمتضررين، في حين يُناقش لاحقًا دور الدولة في عملية إعادة الإعمار.

أرقام مذهلة وخسائر فادحة
قدّر خبراء اقتصاديون الأضرار المادية المباشرة للحرب بـ6 مليارات دولار، وهي ضعف تكلفة حرب تموز 2006. وفي الغبيري وحدها، دُمرت 50 مبنى كليًا، بينما تضررت 2600 وحدة سكنية بالكامل و3800 وحدة أخرى تحتاج إلى تصليحات أساسية.

مستقبل مجهول وأمل في الإعمار
بين الدمار والصمود، يظل السؤال الأهم: من سيمول إعادة الإعمار؟ وهل يمكن للبنانيين أن يتطلعوا إلى مستقبل خالٍ من الحروب والمآسي؟

المصدر :جنوبيات