ما أسرعنا في سباق إنجاز أفلامنا خصوصاً مع إقتراب المناسبات وفي طليعتها الأعياد، نباشر التصوير قبل أسابيع من حلولها ونسهر ليالٍ عديدة مع العد العكسي لهذا العيد أو ذاك، لسبب بسيط يتعلق بأنه موسم إيرادات يستطيع المنتجون إسترجاع ما صرفوه على التصوير في أقصر وقت من أيام العرض.
الأفلام التي تأخذ وقتاً طويلاً عندنا يكون السبب في تعثّر التمويل أو أسباب خارجة عن إرادة المخرج، وكم من شريط عانى من فترات متقطّعة من التوقف ولم يستأنف التصوير إلّا بعد مماحكات وذلّ في التعاطي وتمرّد في الصف الأول مع سادية الأسماء الكبيرة من الممثلين بمواجهة مثل هذه الظروف، والواقع السائد هو غياب النظام المنهجي في تنفيذ الإنتاجات السينمائية، ومعظم المشاريع تعتمد على الإرتجال وأفكار اللحظة الآنيّة، في وقت تكمن أشدّ الأخطاء في توزيع الأدوار.
نعم هناك إستهتار ما في عملية إسناد الأدوار إلى الممثلين الملائمين لها، لأن آلية الكاستنغ المتخصص في إختيار الممثلين ليست معتمدة، ومنذ فترة غير بعيدة دخلت الفنانة المتميّزة تقلا شمعون على هذا الخط واستحدثت لنفسها مرجعية في مجال الكاستنغ وأثمرت التجربة وباتت تُسأل عن إمكانية إستلام هذه المهمة في مشاريع للشاشتين بحيث توفّر على المخرج هذه المهمة، فيما تعتمد الإنتاجات العالمية على مؤسسات كاستنغ مستقلة تصلها نسخة عن السيناريو وتتولّى هي تفريغ الأدوار وترشيح الممثلين الأنسب وغالباً ما يكون رأيها منسجماً مع القيّمين على الفيلم.
كل هذا عندنا، أما في هوليوود، وأستوديوهات سينيه سيتا - روما، ولا فيكتورين - نيس، فرنسا، وبافاريا - ألمانيا، وبينوود - لندن، تسير آلية التحضير بشكل هادئ وطبيعي يتم بعدها الاتصال بمن تمّ الرسو عليهم لتوقيع العقود، ونادراً جداً ما أعلن عن مشاكل في قبض الأجور، أو إشكالات في الإلتزام بما يكون متفقاً عليه فالقانون صارم لا يتيح أي فرصة للتجاوز عكس ما يدور في كواليس الإنتاج عندنا وفي أسلوب إختيار الممثلين لأن السائد الاعتماد على أسماء مكررة ونسيان الكثيرين ممن يعتاشون من المهنة وهذا ينطبق على من هم أمام الكاميرا وخلفها على حد سواء، من دون بوادر تغيير في هذا الواقع.