الثلاثاء 10 كانون الأول 2024 13:06 م |
ما مصير "العقوبات الاقتصادية" على سوريا؟ |
* جنوبيات على مدار أكثر من عقد، عانت سوريا من وطأة عقوبات اقتصادية هائلة فرضتها القوى الدولية نتيجة الصراع الداخلي وسياسات النظام السابق بقيادة بشار الأسد. وعمقت هذه العقوبات التي شملت مختلف القطاعات الحيوية الأزمة الاقتصادية، حيث انهارت العملة المحلية، وتعطلت حركة التجارة، وأُنهكت البنية التحتية الاقتصادية، ما أدى إلى معاناة إنسانية غير مسبوقة. اليوم، ومع سقوط النظام السوري، تثار تساؤلات ملحة حول مستقبل تلك العقوبات، هل ستبقى على حالها كوسيلة ضغط لضمان عملية انتقال سياسي شاملة، أم سيتم رفعها جزئياً أو كلياً لدعم جهود إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار الاقتصادي؟ تتوقف الإجابة على هذه التساؤلات على عوامل عدة؛ منها طبيعة القيادة الجديدة، ومدى التزامها بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية، إضافة إلى موقف المجتمع الدولي تجاه عملية الانتقال. وواجهت سوريا مزيداً من العقوبات الاقتصادية بعد اندلاع الحرب في البلاد في العام 2011، وهي العقوبات التي توسّعت بشكل لافت على مدار السنوات الماضية، وفي مقدمتها كان “قانون قيصر” الأميركي والذي بدأ العمل به في العام 2020. قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين، هو تشريع أميركي صدر في ديسمبر 2019 وبدأ العمل به في يونيو 2020. يهدف إلى فرض عقوبات واسعة على الحكومة السورية، داعميه، وكل من يتعامل معه اقتصاديًا أو عسكريًا، للضغط على النظام لوقف الانتهاكات ضد المدنيين، والدفع نحو حل سياسي للصراع.
فرضت الولايات المتحدة ودول أوروبية وكندا وأستراليا عقوبات اقتصادية ومالية منذ 2011 بسبب الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. تأثير العقوبات الاقتصادية قال مدير المركز العالمي للدراسات التنموية والاقتصادية، صادق الركابي، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”:
العقوبات الاقتصادية الغربية كان لها تأثير كبير على الاقتصاد السوري. إضافة إلى ذلك، تسببت الحالة الأمنية خلال الفترات الماضية في تراجع قدرة الدولة على الوصول إلى العديد من المناطق، مما أثر على مستويات التعليم والصحة. وأصبح الاقتصاد السوري يعتمد بشكل كبير على الدعم الخارجي، خصوصًا من إيران وروسيا، مما عزز تبعية الاقتصاد لهاتين الدولتين، وفق الركابي. وأضاف: من جهة أخرى، تراجعت أصول البنوك السورية، مما صعّب على الحكومة إجراء عمليات مالية دولية، وأدى ذلك إلى خسائر تُقدر بأكثر من 500 مليار دولار منذ بداية الحرب في 2011، وهذه الخسائر لا تشمل تكلفة إعادة الإعمار. فرص رفع العقوبات بدوره، أكد خبير الشؤون الأوروبية، محمد رجائي، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، أن:
العقوبات التي فرضها الغرب والولايات المتحدة الأميركية على سوريا كان لها تأثير عميق ولا يزال مستمراً على مختلف جوانب الحياة في البلاد. كما أكد أن:
استمرار العقوبات سيُبقي الأوضاع الاقتصادية في سوريا في حالة تدهور، ما لم يتم تشكيل حكومة جديدة خالية من الشخصيات المدرجة على قوائم العقوبات الغربية. شروط قبل رفع العقوبات في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، أشار الباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي، أبوبكر الديب، إلى وجود إشارات وتصريحات أميركية وأوروبية ربما تشير إلى رضا غربي عن التغيير المرتقب في سوريا، خاصة مع تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب التي عبرت عن عدم وجود تعاطف تجاه بشار الأسد، مضيفاً: هذه المواقف قد تمهد لرفع العقوبات الغربية عن سوريا، بشرط تحقيق بعض العوامل الأساسية، ومنها:
تشكيل نظام سوري جديد يعبر عن جميع أطياف الشعب. المصدر : جنوبيات |