الاثنين 16 كانون الأول 2024 08:56 ص

الشرع لحل كل التنظيمات المسلحة.. والمطار والموانئ تعود إلى العمل


* جنوبيات

 

عاد عشرات من التلاميذ، أمس إلى المدارس في العاصة السورية دمشق للمرة الأولى منذ سقوط حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد. كما عادت الحياة تدريجيا إلى طبيعتها في العاصمة مع انطلاق السكان إلى أعمالهم صباح أمس. 
من جهته نقل تلفزيون سوريا عن مدير ميناء طرطوس السوري قوله إن الميناء سيستأنف عمله اليوم. كما نقل مراسل الجزيرة عن مدير ميناء اللاذقية قوله إن الميناء سيستأنف أيضا عمله ونشاطه اليوم. 
بدورها أفادت مراسلة «الشرق» في سوريا بأن مطار دمشق يستعد لاستقبال الرحلات الجوية الدولية الأربعاء فيما سيتم تسيير رحلات تجريبية داخلية اليوم.
إلى ذلك حضر المسيحيون في سوريا قداديس الأحد للمرة الأولى منذ الإطاحة بالأسد في اختبار مبكر لتأكيدات حكام البلاد الجدد على حماية حقوق الأقليات.
وامتلأت شوارع حي باب توما الذي يشكل المسيحيون معظم سكانه في دمشق بالمصلين العائدين من الكنيسة صباح أمس لكن بعضهم لا يزال قلقا. 
يأتي ذلك في وقت عادت فيه آلاف العائلات المهجرة إلى مدن وبلدات الغوطة الشرقية في ريف دمشق بعد أعوام من التهجير القسري في شمال سوريا. وذلك وسط أجواء من الفرح مع استمرار توافد السكان إلى مدنهم.
سياسيا وصل الممثل الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون أمس إلى العاصمة دمشق في أول زيارة بعد الإطاحة بالنظام السابق.
وشدد بيدرسون على ضرورة إطلاق عملية سياسية شاملة لكل السوريين وتكون بقيادة سورية وأن تبدأ المؤسسات في العمل بشكل كامل.      
وأكد بيدرسون، لدى وصوله إلى دمشق على وجوب وجود نظام قضائي يضمن العدالة للجميع «دون أي أعمال انتقامية».          
وقال: «ينبغي إيصال المساعدات الإنسانية بشكل طارئ إلى داخل سوريا.. وسنراقب الوضع في سوريا ونتطلع لما سيحدث وسنعمل مع كل أطياف الشعب ومع مختلف الجهات الأممية».
وعبر المبعوث الأممي عن أمله في أن تبدأ عملية رفع العقوبات عن سوريا بعد سقوط الأسد.
وفي وقت لاحق أمس قالت القيادة العامة للإدارة السياسية في سوريا إن أحمد الشرع التقى مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون حيث جرى بحث ضرورة إعادة النظر بقرار مجلس الأمن 2254 وتوفير البيئة الآمنة لعودة اللاجئين.
من جهة أخرى قالت وزارة الخارجية القطرية إن عمل سفارتها في سوريا سيُستأنف اعتبارا من يوم غد.
وقال ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي باسم الوزارة أن وفداً دبلوماسياً قطرياً وصل إلى دمشق لإكمال الإجراءات اللازمة لافتتاح السفارة.
وأضاف في تصريح نقلته وكالة الأنباء القطرية أن الوفد جدد خلال لقاءاته مع الحكومة الانتقالية في سوريا، التزام الدوحة الكامل بـ»دعم الشعب السوري لتحقيق تطلعاته في الأمن والسلام والتنمية والازدهار بعد نجاح ثورته».
وأشار إلى أن الوفد ناقش مع الجانب السوري سبل تعزيز انسياب المساعدات الإنسانية القطرية، كما وقف على احتياجات السوريين في هذه المرحلة.

بدوره قال السفير الإيراني في سوريا إن طهران تأمل أن تستأنف سفارتها في دمشق عملها قريبا مشيرا إلى أن هيئة تحرير الشام تقوم بتأمين سفارتنا ووعدت باستئناف عملنا القنصلي بدمشق.
إلى ذلك أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أمس عن زيارة بعثة دبلوماسية فرنسية دمشق غدا.
وفي لندن أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أمس أن بلاده تجري «اتصالات دبلوماسية» مع هيئة تحرير الشام مضيفا أنها «تظل منظمة إرهابية محظورة (في المملكة المتحدة)».
لكنه استدرك: «لكن يمكننا إجراء اتصالات دبلوماسية، لذلك لدينا اتصالات دبلوماسية» تهدف خصوصا لضمان إنشاء «حكومة تمثيلية» وتأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية في سوريا.
من جهة ثانية تعهد القائد العام لإدارة العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع المعروف بـ»أبو محمد الجولاني» أمس بحل جميع الفصائل وألا يكون هناك سلاح إلا بأيدي الدولة مشيراً إلى أنهم يدرسون العمل على رفع الرواتب بنسبة 400%.
وأعلن الشرع في تصريحات نقلتها قناة المكتب الصحافي لـ»هيئة تحرير الشام» التي يتزعمها على تليغرام، إلغاء التجنيد الإلزامي في الجيش باستثناء بعض الاختصاصات و»لفترات قصيرة». 
وبشأن الإصلاح وإعادة الإعمار، قال الشرع إن للحكومة الانتقالية خططا منهجية لعلاج التدمير الممنهج الذي مارسه نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وأن أهداف الإدارة الجديدة واضحة وخططها جاهزة للبناء والتطوير.
من جهة أخرى قال الجولاني إن الأكراد جزء من الوطن، وإنهم تعرضوا لظلم كبير، مشدداً على أنهم «جزء أساسي من سوريا القادمة».
وأضاف في رسالة مصورة على قناة «تليغرام» الخاصة بإدارة العمليات العسكرية: «الكرد جزء من الوطن، وتعرضوا لظلم كبير كما تعرضنا نحن، (...)، وبزوال النظام (بشار الأسد) قد يزول الظلم الذي وقع عليهم».
وأكد أن الأكراد «جزء أساسي» من سوريا القادمة، حيث «يأخذ كل منا حقه بالقانون.. ولن يكون هناك ظلم بعد اليوم على أهلنا الكرد»، وأشار إلى «ضوابط جديدة.. وتاريخ جديد بسوريا».
وبسؤاله عن سكان منطقة عفرين، قال الشرع: «سنسعى إلى إعادة أهلنا هناك  إلى قراهم مناطقهم».
وبخصوص التوغل الإسرائيلي في سوريا قال الشرع إن الإدارة الجديدة ليست «بصدد الخوض في صراع مع إسرائيل، لكن الجانب الإسرائيلي تجاوز اتفاقية وقف إطلاق النار لعام 1974».
وأضاف أن «الإسرائيليين تجاوزوا خطوط الاشتباك في سوريا بشكل واضح مما يهدد بتصعيد غير مبرر في المنطقة، كما أن الحجج الإسرائيلية باتت واهية ولا تبرر تجاوزاتها الأخيرة». 
وطالب الشرع بضرورة ضبط الأوضاع في المنطقة واحترام السيادة السورية مؤكدا أن «الحلول الدبلوماسية هي الطريق الوحيد لضمان الأمن والاستقرار بعيدا عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة». 
وطالبت الحكومة السورية المؤقتة مجلس الأمن الدولي بالتحرك لإجبار إسرائيل على الوقف الفوري لهجماتها على الأراضي السورية والانسحاب من المناطق التي توغلت فيها.
وفي رسالتين متطابقتين إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال سفير سوريا لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك إنه يتصرف بناء على تعليمات من حكومته لتقديم هذه المطالب.
وقالت «أسوشيتد برس» إن هذه على ما يبدو هي الرسالة الأولى الموجهة إلى الأمم المتحدة من الحكومة السورية المؤقتة.
من جهة أخرى أوضح القائد العام للإدارة السورية الجديدة  أن الحكومة الانتقالية تتواصل مع سفارات غربية وتجري نقاشا مع بريطانيا لإعادة تمثيلها في دمشق، مؤكدا أنه «ليست لدينا عداوات مع المجتمع الإيراني».
وأضاف أن الإدارة السورية الجديدة أعطت روسيا فرصة لإعادة النظر في علاقتها مع الشعب السوري، كما أنها تجري نقاشا مع بريطانيا لإعادة تمثيلها في دمشق. 
إلى ذلك أكد الشرع في رده على نية الترشح للرئاسة، أنه «إذا لم يطلب السوريون ذلك سيكون مرتاحا»، موضحا أن المرحلة المقبلة هي مرحلة البناء والاستقرار.
وأضاف: «الثورة السورية انتصرت ولكن لا ينبغي أن تقاد سوريا بعقلية الثورة هناك حاجة لقانون ومؤسسات، هناك ضرورة نقل العقلية من الثورة للدولة، المرحلة المقبلة هي مرحلة البناء والاستقرار».
وكان البيان الختامي لاجتماع العقبة حول سوريا قد أعلن دعم عملية انتقال سلمية سياسية تتمثل فيها كل القوى السياسية في سوريا. 
ودعا البيان في ختام اجتماع وزراء خارجية لجنة الاتصال العربية الوزارية بشأن سوريا إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا لدعم العملية الانتقالية.
وأفادت وزارة الخارجية الأردنية السبت بأن أطراف اجتماع العقبة أعلنوا البدء بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 والخطوات التي حددها عبر انتخابات حرة ونزيهة تشرف عليها الأمم المتحدة استناداً إلى دستور جديد يقره السوريون وضمن توقيتات محددة.
واتفق المجتمعون على بدء العمل على إنشاء بعثة للأمم المتحدة لمساعدة سوريا في المرحلة الانتقالية، وشددوا على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة وحماية البلاد من الانزلاق نحو الفوضى، كما أكدوا دعمهم للشعب السوري في عملية إعادة بناء دولة سورية آمنة لا مكان فيها للإرهاب.
وأدان المجتمعون في العقبة التوغل الإسرائيلي داخل المنطقة العازلة مع سوريا والمواقع المجاورة لها في جبل الشيخ وأكدوا على أن أمن سوريا واستقرارها ركيزة للأمن والاستقرار في المنطقة مشددين على أن الجولان المحتل أرض سورية.
وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية في وقت سابق بأن إسرائيل شنت أكثر من 60 غارة على سوريا خلال أقل من 5 ساعات.
وكانت وسائل إعلام سورية قالت إن إسرائيل شنت غارات جديدة استهدفت مواقع عسكرية في عدة مناطق بمحيط العاصمة دمشق.
وأمس وافقت الحكومة الإسرائيلية بالإجماع على خطة قدمها رئيسها بنيامين نتنياهو، لتعزيز الاستيطان في الجولان السوري المحتل، بقيمة تزيد عن 40 مليون شيكل مستغلة الأوضاع الجديدة في سوريا.
وقال مكتب رئيس الوزراء إن الحكومة وافقت بالإجماع على خطة نتنياهو «لتشجيع النمو الديمغرافي في مستوطنات الجولان وكتسرين، بتكلفة إجمالية تزيد عن 40 مليون شيكل (11.13 مليون دولار)».
وأوضح مكتب نتنياهو أن إقرار الخطة يأتي «في ظل الحرب والجبهة الجديدة أمام سوريا، ومن منطلق الرغبة في مضاعفة عدد سكان الجولان».
ووفق البيان «يعزز هذا القرار مستوطنات الجولان، ويشمل من بين أمور أخرى: التعليم، الطاقة المتجددة، إنشاء قرية طلابية وخطة التطوير التنظيمي التي ستساعد المجلس الإقليمي في الجولان على استيعاب السكان الجدد الذين سيصلون».
ونقل البيان عن نتنياهو قوله إن «تعزيز الجولان هو تعزيز لدولة إسرائيل، وهو مهم بشكل خاص في هذا الوقت. سنواصل السيطرة عليها (الجولان) وتنميتها والاستيطان فيها».
وقال نتنياهو أمس إنه تحدث إلى مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بشأن التطورات في سوريا و غزة.
وأضاف نتنياهو في بيان مصور: «ليست لدينا أي مصلحة في الدخول في صراع مع سوريا» مؤكدا أن الإجراءات الإسرائيلية في سوريا تهدف إلى «إحباط التهديدات المحتملة من سوريا ومنع سيطرة عناصر إرهابية على مواقع بالقرب من حدودنا».
وفي آخر تطور أمس احتلت إسرائيل 3 قرى جديدة هي جملة بمحافظة درعا وقريتا «مزرعة بيت جن» و»مغر المير» التابعتان لمحافظة ريف دمشق.
إلى ذلك قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس:     يجب على إسرائيل أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها بقوتها الذاتية ضد كل تهديد مضيفا أن الأخطار المحدقة بإسرائيل لم تنته، وتطورات سوريا تزيد شدة التهديد رغم المظهر المعتدل لقادة المتمردين.
وشدد كاتس أنه   تجب زيادة ميزانيات الدفاع الإسرائيلية في وجه التهديدات المتزايدة.

المصدر :اللواء