الاثنين 16 كانون الأول 2024 20:41 م

المهندس ناصيف سقلاوي في ذكراه الثامنة: صور وضمير صور لم و لن ينسى "ابو محمد الملاح"


* جنوبيات

 

 

للموت جلال ايها الراحل . ولفقدك مرارة وألم ..
لقد اثارت فاجعة رحيلك ومفاجأتها غصة في الحلق، وانحسارا لمدد الرفقة الجميلة، وانطفاءً لومضة نُبل انساني .
ايها المعطاء بدون حساب...كنت كريماً كبيرا في عطائك.. دقيقا في تعاملك مع الآخرين .. متسامحا شهماً حتى مع المسيئين اليك.. عطوفاً على الصغار .. مسايراً للكبار... عميق الابتسام.. فاحبك الجميع.. وبادلتهم الحب بالحب. وكنت تؤمن ان البراءة في كل تعامل مع الآخرين سوف تكسبك صداقتهم وهذا ما كان.. كنت قيمة عظيمة اضاءت حياتنا بالوفاء ايام العتمة الشديدة.. وسوف تظل تعكس ضياءها طوال العمر..


عهدناك محباً للحياة، هادئاً كالحمام.. متواضعاً كالسنابل الزاخرة بالقمح .. بسيطاً كعشاء الفقراء .. مخلصاً في صداقتك ..فلم تفرط يوماً بصداقة صديق. عظيم الهمّة ، نظيف القلب واليد واللسان .. فكيف دب جسمك دبيب الفناء وانت في عنفوان الرجولة.


كنت مع الحقّ.. فكنت رجل المهمات الصعبة .. المناضل .. الفدائي .. العروبي.. الناصريّ الهوى .. مناصراً للقضية الفلسطينية ..صديقاً لدولة الرئيس نبيه بري..
وكنت عابراً للطوائف والمذاهب .. فجمعت الايمان والانفتاح معاً.. فكنت الوسطيّ المعتدل الذي احبّه الجميع.. وكنت ملجأً ومنارةً للعيش المشترك في المدينة في احلك الظروف.


صور. وضمير صور ..لم و لن ينسى " ابو محمد الملاح" .. فبصماتك في كل من مكان .. لا يمكن ان تعدّ او تختصر بصفحة ..في انشاء الجمعيات الاهلية والثقافية والرياضية والطبية ..من كشاف الجراح الذي كنت احد اعمدته .. الى نادي التضامن الذي احتضنته .. الى بلدية صور التي خدمتها على مدى 18 عاماً ..
معرفتي بك عمرها 24 سنة.. علمتني الكثير.. وانني لم اعرفك الا رجلاً متواضعاً.. سامي الاخلاق.... وكما كان لنا شرف تكريمك يوماً.. نعيد اليوم تكريمك حتى بعد الرحيل..
نم قرير العين ايها الاب الحنون .. ايها العم البار .. لكل من عمل معك وتشرف بصحبتك وعاصرك يوماً ما .. نم قرير العين وباسط اليدين .. فأعمالك خير دليل على شهامتك وكرمك وعطفك وتقواك .. ان يجتمع في المرء النبل وحب الخير وكرامة النفس والوقوف عند الحق فقد ترك الدنيا وهو قيمة مضافة عليها ولم يكن زيادة عليها.. وفي هذا عزاء لنا
الموت ايها الراحل الكريم، حق علينا جميعاً .. ان رحلت من دار الفناء الى دار البقاء فان مسيرة نضالك ستبقى راسخة في قلوبنا وقلوب جميع محبيك، سنفتقد صوتك .. كلماتك.. شهامتك.. انسانيتك.. كرمك.. وصورتك الطيبة في مزروعة في ذاكرتنا ..
سيفتقدك ابناؤك.. ستفتقدك الزوجة..وكل محبيك
سيفتقدك اهل صور وابناء صور من الصغير حتى الكبير
سنفتقدك ايها العزيز دائماً، في اعيادنا واحتفالاتنا وشتى مناسباتنا..وسنتعلم الكثير الكثير من كفاحك.
م.ناصيف سقلاوي

المصدر :جنوبيات