الأربعاء 18 كانون الأول 2024 08:53 ص |
فرصة لبنان لاستعادة سيادته كاملة |
* جنوبيات تسببت حرب إسناد غزة التي اعلنها امين عام حزب الله السابق السيد حسن نصر الله بنتائج كارثية للحزب وللبيئة الحاضنة له، ولا يكون من السهل عليه تجاوز آثارها السياسية والاستراتيجية والتنظيمية، من المؤكد ان حجم الخسائر التي مُني بها الحزب لن يكون في ظل الظروف التي ولدتها الحرب داخلياً واقليمياً ودولياً مسموحاً أن يدّعي امين عامه الجديد الشيخ نعيم قاسم بأن الحزب قد حقق انتصاراً كبيراً، فالكل يعلم وبكل المقاييس بأن الحزب قد اصيب بهزيمة نكراء جراء الهجمات المدمرة التي شنتها اسرائيل ضد قياداته السياسية والعسكرية والتي تسببت بزلزال معنوي له ولبيئته ولمجمل اللبنانيين، وذلك قبل بدء الهجوم الجوي والبري، والذي فشل الحزب في احتواء نتائجه سواء على جبهة الجنوب او في عمق بيروت والضاحية وكامل منطقة البقاع، وان الاصابات واعداد القتلى الذي بلغ عدة آلاف بالاضافة الى حجم الدمار للقرى والابنية والبنى الاساسية تؤشر بدون اي التباس الى انه كان لاسرائيل اليد العليا في الحرب.
كانت المفاجأة القاتلة مع بداية المواجهة الفعلية مع اسرائيل بالهجوم الاليكتروني الذي شنته اسرائيل والذي فجر اجهزة النداء واجهزة اللاسلكي بحامليها، والذي تسبب بقتل او جرح ما يزيد عن 3600 شخص من كادرات حزب لله الاساسية، والتي اظهرت بشكل لا يقبل الشك مدى خطورة انكشاف الحزب امنياً واستخباراياً امام جهازي الموساد والاستخبارات العسكرية «أمان»، وجاءت عمليات الاغتيال المتكررة وعلى كل المستويات لتؤكد مدى خطورة هذا الانكشاف الامني الكبير للحزب وبيئته القيادية.
في ظل هذه الظروف العصيبة التي يواجهها حزب لله، يتحضر لبنان للخروج من ازمته السياسية، وذلك بالتحضير لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ويرجح استكمال هذا الاستحقاق في الجلسة النيابية المقررة في 9 كانون الثاني المقبل. اذا نجح المجلس في تحقيق الاستحقاق الرئاسي، فإن على حزب لله ان يتوقع مواجهة رفض اللبنانيين الاعتراف من جديد بمشروعية وجوده العسكري، من خلال فرض ادراج «ثلاثيته الذهبية» في بيان الحكومة الجديدة، والاولى التي سيشكلها الرئيس العتيد، سيواجه حزب لله صعوبات عديدة، تبلغ درجة الاستحالة، في اقناع اللبنانيين على المستويين الشعبي والسياسي بقبول الدور السابق الذي كان يدّعيه حول قدرته على حماية لبنان من التهديدات الاسرائيلية، بعدما اثبتت الحرب الاخيرة بأنه غير قادر على حماية نفسه وقياداته السياسية والعسكرية، او حماية بيئته سواء في الجنوب او في الضاحية والبقاع.
اما على صعيد التأييد الشعبي الشيعي، فإن الحزب سيواجه مشكلة تأمين الاموال اللازمة لاعادة اعمار المناطق المهدمة، والتي ستعجز ايران عن تأمينها، ويبدو الآن بأن الاموال الايرانية كمساعدات ضئيلة جداً ولن تُرضي المتضررين، والحكومة الايرانية غير قادرة على زيادتها بسبب عدم رضى الشعب الايراني. المصدر :جريدة اللواء - العميد الركن نزار عبد القادر |