الأربعاء 18 كانون الأول 2024 16:20 م

نتنياهو يطلب الاستعداد لمواصلة احتلال الأراضي السورية حتى نهاية 2025


* جنوبيات

أوعز رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى الجيش الإسرائيلي بالاستعداد للبقاء في منطقة جبل الشيخ السورية والمنطقة العازلة حتى نهاية عام 2025 على الأقل.

وأفادت إذاعة جيش الاحتلال، اليوم الأربعاء، بأنّ "الجيش الإسرائيلي تلقى تعليمات من رئيس الوزراء بالبقاء في جبل الشيخ السوري لمدة عام على الأقل، حتى نهاية عام 2025".

وأعلن نتنياهو، خلال زيارة أجراها يوم أمس الثلاثاء إلى قمة جبل الشيخ في الجولان السوري المحتل، أنّ "إسرائيل ستواصل وجودها في هذه المنطقة الاستراتيجية إلى حين إيجاد ترتيب بديل يضمن أمن إسرائيل"، وذلك في إشارة إلى المنطقة العازلة في الأراضي السورية المحددة بموجب اتفاقية فض الاشتباك عام 1974.

وقال نتنياهو: "أنا هنا في قمة جبل الشيخ مع وزير الأمن، ورئيس الأركان، وقائد المنطقة الشمالية، ورئيس الشاباك، وكبار القادة. نحن هنا لتقييم الوضع واتخاذ القرارات بشأن تموضع إسرائيل في هذا المكان المهم إلى أن يتم إيجاد ترتيب آخر يضمن أمننا".

وتابع بالقول: "كنت هنا قبل 53 عاماً مع جنودي في وحدة سييرت متكال. المكان لم يتغير، لكنه بات أكثر أهمية لأمن إسرائيل، خاصة في السنوات الأخيرة، وتحديداً خلال الأسابيع الماضية مع التطورات الدراماتيكية التي تحدث في سوريا. سنقرر الترتيب الأفضل الذي يضمن أمننا".

ونقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مسؤول إسرائيلي قوله إنّ "زيارة نتنياهو تمّت في الجزء السوري من جبل الشيخ؛ وفي رأيي أن هذه هي المرة الأولى على الإطلاق التي تطأ فيها قدم رئيس وزراء إسرائيلي الأراضي السورية".

كما أعلن مكتب نتنياهو أنّ "رئيس الحكومة اطلع على استعداد قوات الجيش الإسرائيلي في المنطقة وحدد قواعد للمرحلة اللاحقة".

"مكوث طويل"

بدوره، شدد وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، خلال جولته المشتركة مع نتنياهو، على أنّ "الجيش الإسرائيلي يستعد لمكوث طويل الأمد في الأراضي السورية ويعمل على تجهيز البنية التحتية المطلوبة لذلك، لمواجهة التهديدات من لبنان وسوريا"، وفق ما جاء في بيان صدر عن وزارة الأمن الإسرائيلية.

وقال كاتس: "سنظل هنا لأي مدة زمنية يتطلبها الأمر. وجودنا في قمة جبل الشيخ يعزز الأمن ويوفر قدرة على المراقبة والردع تجاه معاقل حزب الله في سهل البقاع اللبناني، وأيضاً تجاه المتمردين في دمشق، الذين يظهرون وجهاً معتدلاً بينما ينتمون في الحقيقة إلى التيارات الإسلامية الأكثر تطرفاً".

وفي سياق تقييم الوضع الذي أجراه مع نتنياهو وكبار المسؤولين الأمنيين، بما في ذلك رئيس الأركان ورئيس جهاز الشاباك [جهاز الأمن العام]، أكد كاتس أنّ "الجيش الإسرائيلي تلقى توجيهات لإكمال ترسيخ وجوده بسرعة في المنطقة، من خلال إنشاء تحصينات ووسائل دفاع، وتحسين ظروف الجنود، تحسباً لاحتمال بقاء طويل الأمد في المنطقة".

وأضاف بالقول إنه "على الرغم من تطور الأسلحة بعيدة المدى، يبقى للسيطرة على المناطق المرتفعة أهمية إستراتيجية كبيرة؛ لن نسمح بالعودة إلى وضع مشابه لما حدث في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023"، في إشارة إلى هجوم حركة حماس على مواقع عسكرية وبلدات إسرائيلية في "غلاف غزة".

وخلال زيارته، أشار كاتس إلى أنّ "قمة جبل الشيخ تُعد عيون دولة إسرائيل لرصد التهديدات القريبة والبعيدة"، مردفاً: "نحن نراقب من هنا حزب الله من جهة لبنان، ودمشق من جهة أخرى، وأمامنا نرى إسرائيل. الجيش الإسرائيلي موجود هنا لحماية مستوطنات هضبة الجولان ومواطني إسرائيل من أي تهديد، ومن المكان الأكثر أهمية للقيام بذلك".

التوغل الإسرائيلي يتواصل

إلى ذلك، ‏احتلت "إسرائيل" حتى اليوم نحو 440 كيلومتراً مربعاً من الأراضي السورية.

ويعد العدوان الأبرز هو احتلال القوات الإسرائيلية لحوض اليرموك وسد الوحدة الذي يقع بين الأراضي السورية والأردنية، لافتاً إلى أنّ الاحتلال شنّ خلال الأسبوع الماضي نحو 450 غارة جوية استهدفت نحو 50 موقعاً عسكرياً سورياً.

وكان جيش الاحتلال قد تقدّم، الاثنين قبل الماضي، باتجاه الداخل السوري انطلاقاً من بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، إلى بوابة القنيطرة التي كانت تفصل المناطق التي سيطرت عليها "إسرائيل" عن الأراضي التابعة لسلطة الدولة السورية بموجب اتفاق وقف إطلاق النار عام 1974 بين سوريا وكيان الاحتلال.

وقبل أيام، أكد مكتب نتنياهو أنّ الجيش الإسرائيلي سيحتفظ بسيطرته "مؤقتاً" على المنطقة العازلة في الجولان، إلى أن تظهر "قوة" في سوريا قادرة على ضمان الالتزام باتفاق فض الاشتباك لعام 1974.

المصدر :الميادين نت