الخميس 19 كانون الأول 2024 10:29 ص |
اليوم العالمي للغة العربية.. مستقبل اللغة في ظل تطور الحوسبة والذكاء الاصطناعي |
* جنوبيات
على مر القرون، زادت اللغة العربية التنوع الثقافي للبشرية ثراء، وقدمت للعالم أجمع مساهمات فكرية وحضارية وعلمية وفنية وروحية لا تعد ولا تحصى. يبلغ عدد الناطقين باللغة العربية نحو 450 مليون شخص، كما يستخدمها حوالي ملياري مسلم لأداء صلاتهم وشعائرهم. وهي اللغة التي شارك بها علماء العرب وأدباؤهم إنجازات مع العالم، لا تزال تؤثر على جميع المجالات. وهي اللغة التي حافظت على إرث حضارات كانت ستنسى، وأثّرت على لغات وثقافات متعددة في جميع القارات. للاحتفاء باللغة العربية، خصصت الأمم المتحدة 18 كانون الأول/ديسمبر من كل عام ليكون يوما عالميا للغة العربية، وهو اليوم الذي اُعتمدت فيه العربية لغة رسمية للأمم المتحدة بموجب قرار تبنته الجمعية العامة عام 1973. اختارت المنظمة أن تقيم احتقال هذا العام تحت عنوان: العربية والذكاء الاصطناعي: تحفيز الابتكار وصون التراث الثقافي، لرفع الوعي بتاريخ اللغة العربية وثقافاتها، وسد الفجوة الرقمية عن طريق الذكاء الاصطناعي، وتعزيز حضور اللغة العربية على شبكة الإنترنت، ودعم الابتكار وتشجيع الحفاظ على التراث. فعلى الرغم من كل الإنجازات، فإن المحتوى المتاح على شبكة الإنترنت بالعربية اليوم لا يتجاوز نسبة ثلاثة في المائة. الدكتور عبد الله بن صالح الوشمي الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، قال في حوار مع أخبار الأمم المتحدة إن اللغات التي بقيت إلى يومنا هذا هي اللغات التي تحولت إلى الكتابة، "وأما اللغات التي ستبقى للأجيال والقرون القادمة فهي اللغات التي راهنت على الحوسبة اللغوية وقبلت دخول التحدي مع الذكاء الاصطناعي، وهو ما نظن أن لغتنا العربية قادرة بإذن الله على خوضه".
مجمع الملك سلمان للغة العربية يقيم معرضاً في مقر الأمم المتحدة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية. وأكد أنه من خلال التعاون والتكامل بين مجموعة متنوعة من الخبراء والمختصين من العرب وغير العرب الذين يؤمنون باللغة العربية وثقافتها وحضارتها الممتدة لأجيال، "نستطيع أن ننجز ما يخلد وما نوصل به لغتنا إلى عالمية دائمة". وأشار الدكتور الوشمي إلى أن من أسهموا في إثراء اللغة العربية لم يكونوا جميعهم من العرب فحسب، وقال: "من التحديات في الذكاء الاصطناعي ومن مزاياه أيضا في الوقت نفسه، أن التحدي أمام أي لغة لا يعني عدم القدرة على أن يشترك الخبير غير اللغوي بابتكار حلول للغات المتنوعة".
الشباب هم الحل وليسوا المشكلة وأوضح أن أغلب البرامج التي أطلقها المجمع جمهورها والفاعلون فيها من الشباب، حيث يركز المجمع على الحوسبة والتقنية وربط اللغة بالثقافة، "وأغلب المشتغلين بهذا الحقل هم من الشباب". وقال إن أغلب التقنيات والبرامج التي نستخدمها في الجوالات والحواسيب، إنما عربها أو طور أدواتها الشباب "الذين أحيانا يتكلم عنهم الكبار بأنهم هجروا اللغة العربية". وأضاف: "لدينا دراسات عديدة تعيد هذا المفهوم، وتقول إن لدينا تحديات مع الشباب، ولكن لدينا وجه مشرق جدا أن أغلب البرامج يدعمها الشباب".
ليس يوما للخطابات فقط
مجمع الملك سلمان للغة العربية يقيم معرضاً في مقر الأمم المتحدة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية. وقال: "عندما تؤمن كما نؤمن بأن لغتك قوية، فإنك تبتكر وسائل قوية لخدمتها ونشرها. وعندما ينظر العربي إلى لغته بأنها ضعيفة، سوف يبتكر وسائل ضعيفة. لغة يتحدث بها مجموعة ضخمة من العرب وعدة دول، ويؤمن بها المسلمون بوصفها لغة دينهم، ونزل بها كتاب سماوي، ونصوصها تزيد على ألف وخمسمئة سنة، هذه لغة قوية".
المصدر : جنوبيات |