![]() |
السبت 21 كانون الأول 2024 09:36 ص |
الصرّافون يفرضون على اللبنانيين "خوّة".. والذريعة ال50 دولاراً |
* جنوبيات قد تكون موجة القلق التي رافقت عملية ضبط أوراقاً نقدية مزورة من فئة 50 دولاراً، استهدفت رفع وتيرة عمل الصرافين كما يروّج البعض أو ربما الإحجام عن استخدام الدولار لصالح الليرة من وجهة نظر أخرين أو ربما أيضاً لم يستهدف المروّجون للذعر من انتشار الدولارات المزورة أي من تلك الغايات. لكن في الواقع فقد استفاد عدد كبير من الصرافين من موجة القلق من الدولارات المزورة وإن كانت الموجة مبالغ فيها إلى حد كبير. يفرضون العمولات على الزبائن دون وجه حق ويتعمّدون تعزيز الإعتقاد برواج العملات المزورة بكثافة.
استغلال أزمة "مبالغ فيها" ولكن المشكلة اليوم تقع مع هؤلاء تحديداً، أي الصرافين القانونيين، ومن بينهم كبار الصرافين الذين من المفترض أن يكونوا مرجعاً في عملية ضبط العملات المزورة. فالصرافون اليوم يستغلون قلق اللبنانيين من الفئات المزورة ويفرضون عليهم عمولات مجحفة لا تبرير ولا توصيف لها سوى أنها "خوّة".
خوّات لصالح الصرافين ما يحصل في سوق الصرافين أن عدداً كبيراً منهم يقومون بقبول صرف الـ50 دولار شرط تقاضي عمولة منها تتراوح بين 3 دولارات و7 دولارات أي بين 6 و14 في المئة (14%) وذلك تحت ذريعة الخوف من أن تكون العملة مزورة. هذا الأمر غير مبرر على الإطلاق ففي حال كانت العملة مزورة فعلاً، فإنه يتوجب على الصراف في هذه الحالة التحقق منها والإبلاغ عنها لقوى الأمن الداخلي بما أن ملف العملة المزورة مفتوحاً حتى اللحظة ويجب إبلاغ الجهاز الأمني المعني بضبط إحدى الأوراق النقدية المزورة. أو ان تكون العملة صحيحة وبالتالي فلا يحق للصراف تقاضي أي عمولة عليها مقابل صرفها. أما أن يتقاضى الصراف نسبة مئوية مهما بلغت نسبتها من ورقة الـ50 دولاراً تحت ذريعة وجود عملات مزورة بالسوق فهو شكل من أشكال السرقة وأمام مرأى من أعين نقابة الصرافين والأجهزة الأمنية. ولا تقتصر تشبيحات الصرافين على تلك الممارسات واقتطاع نسبة 14 في المئة من دولارات المواطنين المنوي تصريفها إلا أنهم يفرضون كذلك على الزبون السداد بالليرة اللبنانية حصراً وليس بالدولار من فئات دنيا. وهذا الامر لا يتم تبريره من كافة الصرافين سوى بأنه ليس لديهم "صرافة" في حين تحقّق لهم هذه الحركة أرباحاً إضافية نتيجة الفارق في سعر صرف الدولار بين المبيع والشراء. فعملية التصريف تتم وفق سعر صرف يحدده الصراف بما يقل عن السعر المتداول في السوق وعلى الزبون القبول خوفاً من رفض الصراف صرف الـ50 دولار التي يروّج لها على أنها مزورة. المصدر :المدن |