الثلاثاء 24 كانون الأول 2024 09:39 ص |
الرّافعي: حلّ ملفّ الموقوفين.. فالقهر يولّد الثّورة |
* زياد عيتاني لم يتردّد الشيخ سالم الرافعي رئيس هيئة علماء المسلمين في لبنان في الانتقال إلى دمشق التي لم يزُرها يوماً خوفاً من الاعتقال. ظهر فجأة في صورة له مع أحمد الشرع الملقّب بالجولاني، وجلس معه لساعة كاملة في حديث عن لبنان وسوريا وما بينهما من ألف قضيّة وقضيّة. ترافقت زيارة الرافعي لـ”دمشق” مع حملة واسعة تدعو إلى إطلاق سراح الموقوفين الإسلاميين في السجون اللبنانية وفي مقدّمهم الشيخ أحمد الأسير ولسان حال المطالبين بإطلاق سراحهم يقول: “أُطلِقَ سراح سجناء صيدنايا، فلماذا لا يطلق سراح سجناء رومية؟”. “أساس” قصد الشيخ الرافعي في منزله في رأس مسقا عند مدخل مدينة طرابلس. وكان معه هذا الحوار حول ملفّ الموقوفين، وتفاصيل لقائه مع أحمد الشرع. – ما هو توصيفك لملفّ الموقوفين؟ – ممّا لا شكّ فيه أنّ هناك بعض الأحداث التي وقعت وبعض الأخطاء التي ارتكبت، لكن بشكل عامّ كان هناك ضغط سياسي وإقليمي على الشباب المسلم فظُلموا. يوجد أبرياء أُدينوا بأحكام أكثر ممّا يستحقّون. هناك بعض الموقوفين غير معروف إن كانوا سيدانون أو لا. كان الظلم مركّباً عليهم. هؤلاء الأبرياء الذين اتّهموا وظُلموا صدرت أحكام بحقّهم أكثر ممّا يستحقّون وموقوفون حتى الآن منذ عشر سنوات ولا يعرفون ما هو مصيرهم. من الممكن أن يخرجوا براءة ومن الممكن أن يكونوا مدانين. الملفّ وقع عليه ظلم كامل بغضّ النظر إن كان هناك بعض الارتكابات، لكن ليس بهذا الحجم الذي أوقف فيه الشباب. اليوم نحن بانتظار تحديد موعد للقاء قائد الجيش لبحث الملف. – هل لتوقيت التحرّك الآن علاقة بأحداث سوريا؟ – لا شكّ أنّ الأحداث السورية أعطت دافعاً إيجابياً لتحريك الملفّ. من الأسباب التي ضغطت على الدولة لإصدار أحكام شديدة النظام السوري و”الحزب”. طبعاً انكسار الطرفين اليوم سيفتح الباب. كانوا متمسّكين بهذا الضغط، لكن زال الضغط فلماذا لا تزالون متمسّكين بالموقوفين؟ – أحمد الشرع لمّح لنا إلى أنّه يريد التعاطي مع الدولة اللبنانية من دولة لدولة، مع كلّ الأطياف والطوائف وليس طائفة بعينها – رئيس الحكومة ووزير الداخلية من طرابلس. ماذا يفعلان بخصوص هذا الملفّ؟ – الملفّ بيد “الحزب” وحتى بيد الأميركيين. إذا كان “الحزب” وأميركا لا يريدان تحريك الملفّ فلا يستطيع وزير الداخلية ولا رئيس الحكومة أن يفعلا شيئاً لأنّ القضاء ليس كامل الحرّية. – هل لملفّ الشيخ أحمد الأسير علاقة بهذا الملفّ؟ – نعم، هو داخل فيه. نحن نعتبر أنّ الشيخ أحمد الأسير استُدرج لموضوع قتال الجيش اللبناني. استدرجه “الحزب”. الشيخ ليست لديه فكرة معاداة الجيش مطلقاً. هو في إحدى التظاهرات قدّم وردة للجيش. لكنّ “الحزب” استطاع بطريقة ما أن يخطّط لتوريط الشيخ الأسير مع الجيش. سمعنا أنّ “الحزب” لم يستدرج الشيخ الأسير للقتال فقط، بل شارك أيضاً في القتال ضدّ الشيخ الأسير مع الجيش، وهناك أشرطة فيديو توثّق هذا الأمر. – أنتم تتّجهون بقضيّة الشيخ الأسير نحو إعادة فتح الملفّ وإعادة المحاكمة؟ – الحكم الذي صدر تمّ تمييزه. الشيخ أصبح الآن بحكم الموقوف لأنّ هناك تمييزاً. ولم يصدر قرار التمييز. لم يعد محكوماً الآن. من هنا طالبنا بالعفو لطيّ مرحلة التسلّط والهيمنة من النظام السوري و”الحزب”. الآن النظام السوري زال والحزب ضعفت شوكته وهيمنته على البلد. لماذا علينا أن نبقى متمسّكين بهذه الهيمنة. يجب على القضاة أن يتحرّروا. كما تجب محاسبة القضاة الجبناء الذين تخلّفوا عن إحقاق الحقّ وتجب محاكمتهم. – هناك كلام عن أنّ الشيخ أحمد الأسير ليس موقوفاً فقط لإطلاق النار، بل هناك قرار سياسي شاركت فيه قيادات سنّية؟ هل سقط هذا الشيء للحديث اليوم عن إطلاق سراحه؟ – صحيح، الظاهر أنّه سقط. عندما نرى أنّ أحمد الحريري يسعى إلى العفو العامّ. ماذا يعني ذلك؟ سقط الفيتو السنّي. أمّا بالنسبة للفيتوات الأخرى، فالفيتو الشيعي لا نعلم وضعه، والفيتو المسيحي لا نعلم وضعه أيضاً. لكن نحن نسعى إلى معالجة الأمر. سنجري مروحة اتّصالات بالقوى المسيحية. وسنرسل وفداً إلى الرئيس نبيه بري لمعرفة الأجواء. الموقوفين
نحن صريحون مع السياسيين السنّة. كنّا نطلب منهم، سواء في مرحلة سعد الحريري أو من قبله ومن بعده فقط العدالة – هل هناك مخاوف جدّية من تصاعد التيّار الديني في الساحة السنّيّة اللبنانية؟ – ما هي المشكلة إذا صار للتيّار الديني وجود؟ لماذا يجب أن يُقمع؟ هذه المسألة لا أستطيع فهمها، خاصة السياسيين السُّنّة عندما يتحدّثون عن هذه الأمور. يأتي سياسي سنّيّ حتى يثبت وطنيّته يظلم الإسلاميين ويضحّي بحقوقهم ليثبت للناس أنّه علماني ووطني.. هذا خطأ. نحن الإسلاميين والتيار الإسلامي بماذا نختلف عن باقي الناس. نحن لنا حقوق. نحن صريحون مع السياسيين السنّة. كنّا نطلب منهم، سواء في مرحلة سعد الحريري أو من قبله ومن بعده فقط العدالة، كأن تأخذ طرابلس نصيبها وحقّها في التنمية والإنماء. طرابلس مهملة لا يسمحون لها بفتح المطار والمرفأ والمعرض. فقط يسمحون بنشر المخدّرات بين الشباب. – ماذا تقول للسياسيين السُّنّة في لبنان؟ – أقول لهم إنّه كي نتجنّب التطرّف عليهم إحقاق العدل لأنّه أكبر سبيل لإبعاد الناس عن التطرّف. استمرار الظلم يولّد القهر، والقهر قد يولّد ثورة. (مثال عن الظلم هناك بعض الأشخاص لم يذهبوا إلى سوريا للقتال إنّما تمّت محاسبتهم على الفكرة بسبب صورة موجودة بالهاتف. وظلموا بالسجن 10 سنوات. كيف لي أنا الشيخ من منبر الجامع أن أقول له يا بنيّ لا تتطرّف. سيردّ عليّ قائلاً: “داخل قلبي قهر وظلم وغيظ على هذه الدولة الظالمة”).
نحن قلنا له هناك الكثير من الأمور في لبنان، لكن نعلم انشغالكم هذه الفترة. لكنّ لدينا ملفّين ساخنين. الملفّ الأوّل هو ملفّ الموقوفين الإسلاميين – نعم، اللقاء الأوّل معه. لم ألتقِ به من قبل. انطباع جيّد وإيجابي. أوّلاً هو شابّ ومنفتح. بعد كلّ هذا القهر الذي تعرّض له الشعب السوري يطلب من الناس أن تعفو وتصفح وترحم، وهذا أمر مهمّ. هذه الثورة كانت ناجحة من جميع المقاييس. إنسانياً لم يظلموا الناس، ولم يهجّروهم ولم يقتلوهم ولم يغتصبوا النساء. هذه تحسب لهم بالمقارنة بما فعله النظام وحلفاؤه من الميليشيات الإيرانية. – من بادر بالحديث عن لبنان خلال اللقاء وهل بحثتم معه ملف الموقوفين الإسلاميين؟ – لا أذكر تماماً، لكن قال: نحن نريد أن نبني مع لبنان علاقة دولة مع دولة. وسيكون هناك الكثير من المساعدة في أمور التنمية وغيرها. نحن قلنا له هناك الكثير من الأمور في لبنان، لكن نعلم انشغالكم هذه الفترة. لكنّ لدينا ملفّين ساخنين. الملفّ الأوّل هو ملفّ الموقوفين الإسلاميين، والثاني ملفّ تفجيرَي التقوى والسلام. لم ندخل في التفاصيل من ناحية الأسماء الذين قاموا بالتفجير ولا عدد الموقوفين. تكلّمنا فقط بالعنوان العريض. فقال لنا إنّه سيبادر أوّلاً إلى طلب تسليم الموقوفين السوريين في لبنان من السلطات اللبنانية.
هناك بعض الموقوفين غير معروف إن كانوا سيدانون أو لا. كان الظلم مركّباً عليهم – لا، لم يقُل هذا. قال: أنا سوف أبادر بداية إلى طلب الموقوفين السوريين. نحن تعمّدنا عدم الدخول بالتفاصيل لأنّنا سنجري دراسة بعدد وأسماء الموقوفين بالتفصيل لجهة من سُجن بسبب الثورة السورية،… نريد تصنيفهم كخطوة أولى. بالنسبة لتفجير مسجدَي التقوى والسلام هناك سوريون ولبنانيون. أيضاً لم نتكلّم بالأسماء. قلنا له سنجري دراسة وسنرسل الأسماء. المصدر :أساس ميديا |