الثلاثاء 24 كانون الأول 2024 22:40 م |
مقدمات نشرات الاخبار مساء الثلاثاء 24-12-2024 |
* جنوبيات مقدمة نشرة أخبار الـ"أن بي أن" في يوم العيد لا شيء يغلب المآسي في لبنان والمحيط العربي سوى الأمل والرجاء لعل مستقبلا أفضل ينبثق من رحم الآلام. وعشية الميلاد مدعوون جميعا إلى مقاربة قضايانا كافة المتصلة بكل مناحي حياتنا وسلوكنا وعلاقاتنا الإنسانية والسياسية والإجتماعية بروحية ميلادية تراحما ومحبة وتواضعا وتسامحا ومصالحة ومصارحة على ما جاء في رسالة التهنئة التي وجهها الرئيس نبيه بري إلى اللبنانيين عامة والطوائف المسيحية خاصة. تزامنا التقى رئيس مجلس النواب الرئيس نجيب ميقاتي في عين التينة وعرض معه المستجدات السياسية والميدانية اللقاء جاء غداة زيارة رئيس الحكومة للجنوب أمس وقبيل اجتماعه اليوم مع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار. الإجتماع الذي شارك فيه خصوصا الممثلان الأميركي والفرنسي عقد في السراي بدعوة من ميقاتي على إيقاع وتيرة متنامية من الخروقات الإسرائيلية وانفلات العدو من الإتفاق. وقد طلب رئيس الحكومة من ممثلي الخماسية ممارسة ضغوط على العدو الإسرائيلي لوقف خروقاته وسحب قواته بالكامل من المواقع التي ما تزال تحتلها في الجنوب.
ذلك أن المخاوف تتصاعد من تنامي هذه الخروقات رغم انتهاء نحو نصف المهلة المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار وهي ستون يوما بينما لم ينسحب جيش الإحتلال سوى من جزء بسيط مما يفترض به الإنسحاب منه الأمر الذي يعرقل انتشار الجيش اللبناني. وفي مقابل العراقيل الإسرائيلية ثمة التزام لبناني كامل باتفاق وقف إطلاق النار ولذلك فإن المطلوب من رعاته إنعاشه فهل تصح المعلومات الصحفية التي توقعت وصول آموس هوكستين قريبا إلى المنطقة لهذه الغاية؟ في الإنتظار قدمت وزارة الخارجية بواسطة بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك شكوى إلى مجلس الأمن الدولي تتضمن احتجاجا شديدا على الخروقات المتكررة التي ترتكبها إسرائيل والتي بلغت أكثر من ثمانمئة وستة عشر اعتداء بريا وجويا بين السابع والعشرين من تشرين الثاني الماضي والثاني والعشرين من كانون الأول الحالي. في شأن آخر سجل اليوم أول تواصل رسمي بين الحكومة اللبنانية والإدارة الجديدة في سوريا. هذا التواصل تمثل في برقية بعث بها وزير الخارجية عبدالله بو حبيب إلى نظيره السوري اسعد الشيباني. وأكدت البرقية تمسك لبنان بوحدة سوريا وتطلعه إلى أفضل علاقات جوار مع الحكومة الجديدة بما يخدم مصالح البلدين والشعبين.
أما رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي السابق وليد جنبلاط وبعد زيارته التاريخية لدمشق الأحد قد يمم اليوم وجهه شطر أنقرة حيث التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. الليلة يولد للبشرية مخلص. واذا كان السيد المسيح قد أتى اساسا للبشرية جمعاء، فان الشرق، حيث نعيش، في أمس الحاجة الى فعل خلاص. فالشعوب في منطقتنا تعاني الفقر والبؤس وسوء العيش ، علما ان بلداننا من اغنى البلدان بالثروات الطبيعية. والشعوب في منطقتنا تعاني الديكتاتوريات الدموية المجرمة. واذا كان من نقطة بيضاء تسجل للعام المنقضي فهي انه سجل نهاية ديكتاتورية سوداء اسمها حكم الاسد. فالاسد الاب والابن حولا سوريا الى مزرعة لهما يتصرفان بمقدراتها وناسها كما يشاءان . لذلك كان الحساب عسيرا ، وانتهى بشار الاسد بليلة كانونية وهو يهرب من غضب شعبه الى اقاصي الارض. والامل في الاتي من الايام ان تنهار بقية الانظمة الديكتاتورية القاتلة ، وتحديدا منها تلك التي تسير بعكس حركة التاريخ كالنظام الايراني. فانهيار المنظومة الايرانية ، عبر انهيار الدول والاذرع التي رعتها طهران منذ اربعين عاما ، يمكن ان يؤسس لشرق اوسط جديد ، يرتكز على حسن العلاقات بين الدول ، لا على الاحلام الامبراطورية المريضة القاتلة. سياسيا، لا جديد يذكر . فالملف الرئاسي مرحل مبدئيا الى ما بعد عطلة الميلاد ، باستثناء ما قد يصدر عن البطريرك الراعي وعن زواره الذين يأتون الصرح البطريركي غدا للتهنئة بالعيد . اما سوريا فترتيب الاوضاع فيها مستمر. والجديد البارز اتفاق الحاكم الفعلي لسوريا احمد الشرع مع قادة الفصائل الثورية على حل كل الفصائل ودمجها تحت مظلة وزارة الدفاع.
توازيا، عبر اكثر من 25 الف لاجىء سوري الحدود التركية عائدين الى بلادهم في الايام الخمسة عشر الاخيرة . فلماذا ما يحصل على الحدود التركية لا يحصل مثله على الحدود اللبنانية؟ ولماذا لا تقوم الحكومة اللبنانية بتحرك ما في سبيل اعادة النازحين السوريين الى بلدهم؟ في ليلة الميلاد المجيد آمال واوجاع ، وارض تضج مآسي بفعل اعداء السيد المسيح عليه السلام، الصهاينة – قتلة الانبياء. في انباء وطننا ان الأمل ينمو طالما سقته الارض من دم ابنائها، ولا تزال تزرعه بين القرى والمدن والاحياء، لاحياء وطن يعاني ولا يزال من عدو يتربص به كل الليالي والايام، ويمعن انتهاكا لكل معاني الحياة وتعاليم السيد المسيح ورسالات السماء، يقتل في غزة ويدمر، وكذلك يفعل في الضفة الفلسطينية والجولان السوري المحتل وجنوب الشام، وايضا هو فعله في لبنان رغم اتفاق وقف اطلاق النار المرعي من سيدة الصهيوني، اي الادارة الاميركية ومعها تلك الفرنسية. ولهذا كان استدعاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للجنة التقنية لمراقبة وقف اطلاق النار في الجنوب، فكان اجتماع بحضور قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون في السراي الحكومي ، طالبهم الرئيس ميقاتي خلاله بوقف الخروقات الاسرائيلية والانسحاب الفوري من المناطق الحدودية التي توغلت بها، فيما حددت وزارة الخارجية اللبنانية بشكواها التي تقدمت بها الى مجلس الامن الدولي عدد الخروقات الصهيونية التي فاقت الثمانمئة والستة عشر خرقا بريا وجويا خلال شهر واحد من وقف اطلاق النار.
وبالنار التي ستطفئ نيران العدو الصهيوني وعدوانه على الفلسطينيين اكمل اليمنيون نصرتهم لمظلومية الشعب الفلسطيني فمشت صواريخ (فلسطين اثنان) كعادتها شبه اليوم على طريق القدس، ووصلت الى قلب الكيان الصهيوني في يافا المحتلة، محملة برسالة للاسرائيلي وسيده الاميركي ومعه البريطاني بأن كل عدوانهم على اليمن لن يمنع اهل الشرف من نصرة غزة وفلسطين، وان كل عدوانهم لم ينل من قدرة القوات المسلحة التي ستكمل واجب الاسناد، وهي مستعدة لما هو ابعد حتى وقف العدوان.
في ليلة الميلاد، نصلي. من أجل جميع العائلات كي تبقى موحدة، في الأرض كما السماء، وبشكل خاص، العائلات التي تعاني تفككا أسريا، أو التي تباعد أفرادها بفعل الهجرة أو النزوح، أو تلك التي فقدت أما أو أبا، أختا أو أخا، صديقا أو حبيبا، ولاسيما عائلاتنا اللبنانية التي قدمت أكثر من أربعة آلاف شهيد وآلاف الجرحى في الحرب الاخيرة، نصلي. من أجل جميع الناس الذين نلتقي بهم ويرحلون، أو نتعرف إليهم ويغادرون، من دون أن ندرك قيمتهم وأهميتهم وهم أحياء يرزقون، ولاسيما من تشوه سمعتهم ويزور تاريخهم، وتشن ضدهم حملات الاغتيال المعنوي ظلما وقهرا، نصلي. من أجل كل البلدان التي تعاني أزمات وويلات، وتعيش يوميا مآسي الحروب وكوارث الدمار، ولاسيما لبنان وفلسطين وسوريا وكل نقاط النزاع الساخنة حول العالم، كي تنعم بالاستقرار والازدهار والعدالة، نصلي. من أجل جميع المعذبين من أجل الحرية، والمضطهدين في سبيل معتقد أو فكرة، أو الخائفين والقلقين من عذاب أو اضطهاد، نصلي. من أجل أن تدرك كل الشعوب ما أغدق الله عليها من نعم، سواء على المستوى المادي أو المعنوي، فتوظفه في سبيل الخير لا الشر، والسلام لا الحرب، نصلي. من أجل أن يعرف كل إنسان، ويدرك كل شعب، الوزنات الممنوحة إليه من الخالق، فيضعها في تصرف الفقراء والمساكين والمرضى والجائعين، ولا يسخرها لتعزيز النفوذ ونزعة السيطرة والتسلط، نصلي. ليلة الميلاد، لا مكان للسياسة: فيها يمحى البغض وتزهر الأرض، ويولد يسوع المسيح، عمانوئيل، الله معنا. وإذا كان الله معنا، مع كل إنسان منا، وكل شعب من شعوبنا، فمن علينا؟ وإذا كان الرب نورنا وخلاصنا، فممن نخاف؟
ولد المسيح هللويا، وكل عيد وانتم بخير. ميلاد مجيد لكل المسيحيين في العالم ولمسيحيي الشرق خصوصا الذين يشهدون يوميا لمسيحيتهم. الحدث شرقي بإمتياز، من سوريا إلى لبنان فغزة. في سوريا تتلاحق التطورات والخطوات التي كادت أن تكون يومية. اليوم القيادة العامة الجديدة أعلنت أن أحمد الشرع توصل إلى اتفاق مع "قادة الفصائل الثورية" يقضي بحل جميع الفصائل و"دمجها تحت مظلة وزارة الدفاع". تأتي هذه الخطوة ، وفق محللين، لتفادي التنافس بين الفصائل. نبقى في الملف السوري، قطر تواصل إعطاء الاولوية للموضوع السوري، اليوم دعت إلى الإسراع في رفع العقوبات المفروضة على سوريا، وجاءت الدعوة القطرية غداة زيارة وفد رفيع المستوى إلى دمشق، وبعد إعادة حيث فتح السفارة القطرية. الاهتمام القطري يبدو انه يتوسع في أكثر من مجال استثماري ولاسيما في قطاعي النفط والموانئ. في الحراك المرتبط بالمنطقة وبلبنان، رئيس الحزب الاشتراكي السابق وليد جنبلاط التقى في أنقرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، في حضور رئيس الحزب تيمور جنبلاط ، في زيارة رسمية، وهي تأتي بعد زيارة جنبلاط لدمشق ولقائه أحمد الشرع. محليا، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يترأس اجتماعا ضم قائد الجيش واللجنة التقنية لمراقبة وقف اطلاق النار. الرئيس ميقاتي دعا اللجنة الى الضغط على اسرائيل لتنفيذ بنود التفاهم وابرزها الانسحاب من المناطق المحتلة ووقف الخروقات.
وفي اطار الحراك الرئاسي، وقبل ستة عشر يوما على موعد جلسة الانتخابات في التاسع من كانون الثاني المقبل، الملف مفتوح على أكثر من نشاط ، في هذا السياق، علمت الـ LBCI أن الوزير السابق زياد بارود بصدد الإعلان عن موقف حاسم من الاستحقاق الرئاسي، بين الميلاد ورأس السنة، أو في الأيام الأولى من السنة الجديدة ، على ابعد تقدير، وهو قبل إعلان الموقف، يجري اتصالات ومشاورات بعيدة من الأضواء ، مع المراجع والقوى المؤثرة والكتل النيابية وغالبية النواب. في ليلة الميلاد وبكلام لراعي المسيرة الكنسية المارونية فإن نواب لبنان ينتظرون المخلص ومجيء اسم الرئيس من الخارجوهذا حيف كبير سجل البطريرك الراعي على السياسيين فراغا قال إنه مخز دام سنتين وشهرين ومن دون أي مبرر لهذا الفراغ، سوى عدم الثقة بالنفس لدى نواب الأمة ووضع سيد بكركي انتخاب الرئيس في إطار السنة المقدسة 2025 التي دعا اليها قداسة البابا فرنسيس. ولكن على المشهد الماثل امامنا فإن الروح القدس لن تحل على النواب إلا اذا استعجل الخارج تطوعه " بحرب إسناد" على الجبهة الرئاسية . ولحينه لم تتغير قواعد الاشتباك السياسية فالرئيس نبيه بري يتمسك بتعديل الدستور في حالة قائد الجيش لكن اوساط عين التينة أعادت التأكيد اليوم أن جلسة الشهر المقبل ستنتج رئيسا ولجأ بري الى صلوات الميلاد " والأبانا والسلام " داعيا عشية الميلاد إلى مقاربة قضايانا الحياتية الإنسانية والسياسية والاجتماعية بروحية ميلادية، تراحما ومحبة وتواضعا وتسامحا ومصالحة ومصارحة . غير انه بالمحبة وحدها لا ينتخب رئيس لبنان. والذي ينتظر " سانتا كلوز" اميركيا، رجح وصوله بين الاعياد او مطلع السنة المقبلة على ابعد تقدير . وحتى الايام الاخيرة من انعقاد الجلسة فإن اي اسم من المرشحين في التداول لم يقفز بعد الى حاجز الستة وثمانين مترا نيابيا.
وفي حال قطع الجنرال جوزيف عون هذا الحاجز، فإنه ساعتئذ لن يحتاج الى تعديل المادة 49 من الدستور لأن التعديل الدستوري يكون" منو وفيه " ، إذ إن اصوات الثلثين المؤمنة لانتخابه نصابا واقتراعا ستعتبر اصواتا وافقت على نص التعديل بحسب ما تقرأ اوساط سياسية رفيعة. المصدر :جنوبيات |