لكل منا رواية ، لكن من ذا الذي يستمع، من يصغي او يستمع يإهتمام، من يمنح الآخر من وقته دون تزييف او تمثيل، من يعطينا القيمة الحقيقية التي نستحقها. نطرح هذه التساؤلات لمعرفة اهمية الإستماع للآخر في حياتنا اليومية، الكل يتكلم فالكلام نعمة من نعم الله علينا بالمقابل الصمت يكون الدواء او العلاج لكثير من المشاكل التي تعترضنا، لكن من يفقه ؟ من يفهم بعمق؟ من يفهم الصمت الذي نلجأ له احياناً؟ من يترجم بأن الصمت أبلغ من الكلام والثرثرة الفارغة؟ من يدرك بأن الصمت يداوي ألف جرح الذي قد يلمّ بالإنسان نتيجة كلام جارح ؟
نتكلم مع الآخر ويخرج الكلام من افواهنا، واحيانا يرافق الكلام مشاعر دفينة ، واحيانا اخرى نتكلم لنتكلم فقط، اي ان الكلام يبعث لنا الراحة على الرغم بأننا احياناً نكلم انفسنا ونبوح بكل ما يختلج صدورنا من مشاعر جياشة، لأن ابقاء الكلام في دواخلنا انما يثقل صدورنا ويشعرنا بالإنزعاج ، من جهة ثانية قد نقع بالندم احياناً لأننا تكلمنا ونلوم انفسنا على الكلام ، اي ان الحكمة تدفعنا للإختيار متى نتكلم ومتى نصمت ومتى يكون الكلام مهما ومتى يكون الصمت أهم وأبلغ اي الرشد والنضج في اختيار الوقت المناسب.
نلاحظ ان الكلام مع الله عز وجل يكون بالصلاة والإتصال به ، اي ان الصلاة تريح النفس السوية الصالحة والقادرة على التخطي، بالمقابل الله عز وجلّ يكلمنا من خلال كلامه في كتابه المقدس القرآن الكريم ، اي ان الإنسان يحيا بروحه من خلال التواصل مع الخالق ومع الخلق، أي ان الروح لا ترتاح إلا مع من تطمئن ، وتشعر بالراحة مع من يفهمها دون كلام ، ويفهم احتياجاتها وما تريد .
لذلك يسعى الإنسان لفهم نفسه اولاً من خلال العمل الدؤوب والتزود بالعلم والمعرفة وتقوية النفس ، ففهم الإنسان نفسه تساعده على فهم الآخر، لذلك لفهم ما يدور حولنا من امور غامضة علينا بفهم انفسنا اولا وعلينا بالتأمل ثانيا، فالتأمل والتواصل مع الذات تثمر الأنسان وتهديه الى طريق الصواب ، اي ان العلم هو المفتاح لفتح ابواب ما كانت لتفتح لولا اللجوء الى الله ولولا التزود بالعلوم والمعارف العلمية