قال نائب حارس الأراضي المقدسة الأب إبراهيم فلتس: "إن المسيحيين يصلون للعام الثاني على التوالي لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني وتحقيق السلام"، منوهاً إلى أن احتفالات أعياد الميلاد لهذا العام تقتصر على الشعائر الدينية فقط.
وأضاف الأب فلتس في حديث لبرنامج "مع رئيس التحرير" الذي يبث عبر "تلفزيون فلسطين": "سنصلي من أجل إنهاء الحرب على الشعب الفلسطيني"، مضيفاً "اليوم يمر 30 عاماً على احتفالات أعياد الميلاد في ظل وجود السلطة الوطنية الفلسطينية"، مشيرا إلى حرص الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات، ومن بعده الرئيس محمود عباس على حضور أعياد الميلاد 3 مرات في العام الواحد.
وأشار إلى أن "إسرائيل" تستهدف الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية، وأن بابا الفاتيكان كان أول من طالب بوقف الحرب، لافتاً إلى تواصله اليومي مع المسيحيين في غزة للاطمئنان على أوضاعهم ودعم صمودهم أمام ما يتعرضون له من ظلم وعدوان.
وأكد الأب فلتس أن بابا الفاتيكان يبذل كل الجهود الممكنة من أجل تحقيق السلام، ويشدد دائماً على أن القدس هي بوابة السلام والحرب في العالم.
وأشار إلى نقل العديد من الجرحى الأطفال من قطاع غزة إلى إيطاليا وبلغ عددهم نحو الـ201 حيث لاقوا رعاية ممتازة هناك، مع الحرص على زيارتهم والاطمئنان على حالتهم الصحية، مؤكدا أهمية هذه المبادرة لإنقاذ الأطفال الذين تعرضوا لأسوء أشكال العنف والعذاب في قطاع غزة في ظل عدوان الاحتلال الاسرائيلي المستمر على الأراضي الفلسطينية.
ودعا الأب فلتس كل إنسان في العالم إلى رفض الحرب على الشعب الفلسطيني، مطالباً زعماء العالم بالخروج عن صمتهم لوقف العدوان، وأن يعيش الفلسطيني كغيره بسلام، مؤكدا أن حل القضية الفلسطينية هو السبيل لتحقيق السلام في العالم.
وأوضح أن العلاقة بين بابا الفاتيكان والرئيس محمود عباس قوية ومميزة، حيث طلب البابا من سيادته زيارة الفاتيكان مؤخراً، واصفاً إياه بأنه ملك السلام، مشيراً إلى أن سفارة دولة فلسطين لدى الفاتيكان تقع في أهم المواقع وتشرف على مقر إقامة البابا، ما يعكس مكانة فلسطين السياسية والدينية.
وشدد الأب فلتس على أن المسيحيين يرفضون وجود جدار الفصل والتوسع العنصري، والفصل بين مدينتي بيت لحم والقدس، مؤكدا أن كنيسة المهد هي أم الكنائس وأهمها، حيث وُلد السيد المسيح، ولها مكانة خاصة عند كل المسيحيين في العالم.
وذكر بمحاصرة "إسرائيل" لكنيسة المهد عام 2002، حيث رفض المسيحيون آنذاك الخروج من الكنيسة رغم كل الضغوطات التي مورست عليهم، مؤكدين وجودهم فيها منذ 800 عام وبقائهم كحراس للحجر والبشر في كل الأماكن المقدسة، لافتاً أنه حدث غير مسبوق في التاريخ.
وأشار الأب فلتس إلى رفض الهجوم على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، داعيا المجتمع الدولي إلى الحراك واتخاذ مواقف جادة، منوها أن المجتمع داخل إسرائيل لا يمكن أن يعيش بأمان دون أن يعيش الشعب الفلسطيني بأمان، وأن الوقت قد حان لتحقيق السلام في أرض السلام.
وأكد أن وجود المسيحيين في فلسطين هو رسالة وتحد، وقال: "يجب أن نبقى في هذه البلاد وأن نحافظ على ذلك كما وصانا الرئيس محمود عباس"، داعيا كافة المسيحيين في العالم إلى مساندة القضية الفلسطينية وأن يتوجهوا إلى زيارتها على الدوام، معربا عن أمله في أن يكون العام المقبل كما سماه البابا فرانسيس يوبيل الأمل، وأن تنعم فلسطين وشعبها بالسلام.