مِن كرم الله على عباده أنّه هو اللطيف الخبير، والحليم الغفور، والرحمن الرحيم.
إنّ الله إذا "رضي عنك" صرفك عن الحرام.
أمّا إذا "أحبّك" صرف الحرام عنك.
قال تعالى: (كذلك لنصرف عنك السّوء والفحشاء).
اللهمّ اجعلنا ممّن تحبّهم ويحبّونك.
يقول أحد الصّالحين:
كنت أظنّ أنّ العبد هو الذي يحبّ الله أوّلًا حتّى يحبّه الله، إلى أن قرأت قول الله: (فسوف يأتي الله بقوم يحبّهم ويحبّونه) فعلمت أنّ الذي يحبّ أوّلًا هو الله.
وكنت أظنّ أنّ العبد هو الذي يتوب أوّلًا حتّى يتوب الله عليه، إلى أن قرأت قول الله: (ثمّ تاب الله عليهم ليتوبوا) فعلمت أنّ الله هو الذي يلهمك التوبة حتّى تتوب.
وكنت أظنّ أنّ العبد هو الذي يرضى عن الله أوّلًا ثمّ يرضى الله عنه إلى أن قرأت قوله تعالى: (رضي الله عنهم ورضوا عنه) فعلمت أنّ الله هو الذي يرضى عن العبد أوّلًا.
لذلك، إذا أحبّ الله عبدًا حبّب إليه خلقه.
فمن أحبّه الله أحبّه الناس.
فيا ربّ أحِبّنا وتب علينا وارض عنّا، وأعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وقوّنا على طاعتك.
أسعدكم الله سعادة ترضيكم.