الثلاثاء 31 كانون الأول 2024 10:02 ص |
"أيها السادة" اخلعوا الأقنعة.. وموائمة القضية الفلسطينية ...! |
* جنوبيات هذا المقال مستوحى من فكر المرحوم الدكتور العالم مصطفى محمود الذي عبر عنه في كتابه الشهير تحت عنوان(ايها السادة....اخلعوا الأقنعة).
عندما نتأمل الواقع الفلسطيني اليوم ، نجد أنه يمثل صورة حية لما تناوله الدكتور مصطفى محمود في كتابه و دعوته الجميع لخلع الأقنعة وكشف الحقيقة. هذا الواقع، المليء بالتعقيدات والتناقضات والشعارات والايديوليجيات الفكرية ، يكشف لنا كيف تداخلت المصالح الشخصية والسياسية مع المفاهيم و القضايا الوطنية القومية والدينية ، حتى بات من الصعب التمييز بين المخلص للقضية ومن يستغلها لمآربه الشخصية والحزبية والفكرية . القضية الفلسطينية، تعد أعدل قضية في التاريخ السياسي والقانوني الدولي والإنساني الحديث، لقد تحولت بفعل هذه الأقنعة التي تحدث عنها الدكتور مصطفى محمود في كتابه المشار إليه، إلى ملف تتاجر به أطراف متعددة محلية واقليمية ودولية . لتجد نفسك أمام مشهد سوريالي معقد ومركب ، يزدحم بالأفكار و بالشعارات الكبيرة و الرنانة والكلمات البليغة التي تدّعي ظاهريا نصرة فلسطين وشعبها ، بينما تأتي النتائج الكارثية التي يتجرعها الشعب الفلسطيني على مدى هذه العقود الممتدة من العذاب والقتل والدمار والتشريد والتشويه و الحقيقة ظاهرة على أرض الواقع تقول شيئًا مختلفًا تمامًا....!
الدول الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن وخاصة الولايات المتحدة الامريكية ، التي تزعم إنها رعاية السلام، ليست سوى دول كبرى متورطة في ترسيخ الاحتلال الإسرائيلي وإدامة المعاناة للشعب الفلسطيني .
الانقسام الفلسطيني.. هناك أقنعة داخلية تزيد المشهد تعقيدًا تتمثل في حالة الإنقسام الفلسطيني التي نتجت عن انقلاب حركة حماس صيف عام 2007 م وفصلت قطاع غزة واستفردت في حكمه ، تحت شعارات براقه ، لكن الواقع كشف خوائها وكارثيتها على الشعب الفلسطيني وقضيته ، وكانت خدمة مباشرة لأهداف وغايات الإحتلال والإستيطان والهدم والقتل والدمار والتشريد والتشويه التي يسعى لتحقيقها الإحتلال الإسرائيلي . اللحية والأقنعة التي تحدث عنها الدكتور مصطفى محمود في كتابه الشهير يمكن إسقاطها على الحالة الفلسطينية ، وتفسر تعقيدات المشهد الفلسطيني من مختلف جوانبه . ترى قيادات ترفع شعارات المقاومة، لكنها تجلس على طاولات المفاوضات لتحقيق مكاسب سياسية. ترى من ينادي بالوحدة لكنه للاسف يزرع بذور الفرقة والتكفير والتخوين بين أبناء الوطن والشعب الواحد. اما الاحتلال الإسرائيلي نفسه فهو يتقن لعبة الأقنعة بامتياز ، فهو يروج للعالم عن نفسه صورة "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط"، بينما يمارس أبشع أنواع القمع والقتل والإبادة والتهجير والتدمير و يمارس ابشع اشكال التمييز العنصري ضد الفلسطينيين سواء في المناطق المحتلة عام 1948 م او المحتلة عام 1967 م ، يتحدث في اعلامه عن الأمن و السلام والإزدهار والإستقرار ، و ينكر حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني ، و يواصل سرقة الأراضي وبناء المستوطنات في كافة انحاء الاراضي المحتلة ويصادر الممتلكات العامة والخاصة ويعمل جاهدا على تهويد كل شيء وعلى طمس هوية الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته ، وفي مقدمة ذلك تهويد مدينة القدس التي تحتضن المقدسات المسيحية والإسلامية ، ليس هذا فقط بل زيادة في التضليل للرأي العام يعمل الإعلام الإسرائيلي والغربي لتقديم صورة مقلوبة ومشوهة عن الواقع ، حيث يصور الاحتلال كضحية، والفلسطيني كمعتدٍ وارهابي ، مستخدمًا بذلك قناع التضليل الذي يخدع به المجتمع الدولي.
اما أقنعة المجتمع الدولي.. تتمثل في صمت مريب و تواطئ مع سياسات الإحتلال وانتهاكاته اليومية الصارخة لقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية .
الحل يكمن في خلع الأقنعة والعودة إلى الجوهر المصدر : جنوبيات |