الأربعاء 8 كانون الثاني 2025 08:55 ص |
لبنان وسوريا إما الحضن العربي أو الوصاية التركية! |
* العميد منذر الأيوبي في محصلة عام مضى خلاصة وفحوى، فبالعقل أو العين المجرّدة سيّان إنَّا لعاجزون عن مواجهة حتمية قدرية، أَليسَ نكران القدر صنو جحود عن قدرة لله..؟ يقيناً، من ذهبوا زَهوا لعودة الى الخالق فيما القتلة مأجورين من شيطان ورحيب مملكة للهب مأواهم.. من بَقوا لهم من حياةٍ مُتعة مَالٍ وبَنون، اما الكثرة فصليبهم سعي تحدٍّ وراء لقمة عيش يصعب إدراكها. ثم ان فأل خير في أيامه الأولى قادم من نبَعِه وإن تأخّر؛ زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان يرافقه المشرف على اللجنة السعودية المعنية بلبنان الأمير يزيد بن فرحان، وللمملكة فضل جعل التاسع القادم شاهد حسم إنجاز الاستحقاق الرئاسي في مرحلة إقليمية غير مستقرّة لم تنتهِ متغيّراتها ولا سبر أغوارها تحتّم ضرورات توازن، وما حراكها الديبلوماسي الأرفع نحو بيروت مَرّ زمن سوى مؤشر قراءة استراتيجية لِما يُنتَظر أو يُرتقَب، دون تجاهل تنسيق دائم مع دول الاهتمام الدولي والمنظمة الأممية..!
من جهة أخرى؛ تزداد أعراض الوهن لدى السيد آموس هوكشتاين نسبة لمردود العلاج مع تقدم موعد تسلّم الرئيس ترامب مقاليد السلطة، ليصح في زيارته المرتقبة «لا جديد يذكر ولا قديم يُعاد».. إذ تحوّل تأثير الإدارة الأميركية المغادرة على رئيس حكومة العدو من صنف (المونة) مُهدئ منتهي الصلاحية، ليدفع استفحال الأزمة السياسية والحكومية في الكيان المحتل، زائد تلكؤ في تطبيق آليات القرار 1701 نحو إسقاط الهدنة بعد انتهاء نصف المهلة المعطاة!
في السياق؛ لا خيار إنقاذ سوى اللجوء السياسي للضفة العربية، في أولوياته انتخاب رئيس للجمهورية العتيدة الأسبوع المقبل، فيما ذعر فشل مجلس النوّاب لدى الجَمع يسود، باقٍ مستقراً في ساحة النجمة، إذ لن يقتصر الأمر على مرض نفسي جديد لبناني المنبع (رهَّاب الرئاسة) بل قلق طاغٍ مفرط لحصول تطوّرات أمنية لها من تداعياتها ما لا يمكن فصله عن مجريات الواقع المستقبلي لسوريا الجديدة. وبمراجعة تاريخية يمكن الجزم ان المراحل الانتقالية في تغيّر أنظمة الحكم الديكتاتورية لطالما سادتها فوضى ممارسات ودموية تصفية حسابات، هنا دور رئيس الإدارة العامة السيد أحمد الشرع على المحك.. تزامناً، أتى أدائه السياسي وحضوره الإعلامي مريحاً الى حد ما، فيما يبقى تنظيمياً وأمنياً مدرج في خانة قناعة وحسن نوايا فرض عين التواصل مع الشرائح الاجتماعية، الدينية والإثنية، ما يدعم هواجساً باتت تنتاب الجميع محلياً وإقليمياً..! كما يدخل في خانة ما يواجهه من تحديات ميدانياً اقتطاع العدو أجزاءً من الجنوب السوري والمسألة الكردية، فيما يبقى التحدّي الأهم الاستراتيجي خيار التموضع السياسي للدولة الموحدة بين الحضن العربي السعودي تحديداً أو الوصاية الأردوغانية، ولكلاهما إيجابيات وسلبيات (لا مجال لذكرها في هذه العجالة) يجب أن تحسب بتقانَّة النانو..! عميد متقاعد، كاتب المصدر :جريدة اللواء |